المنشورات

البُلْغة

 لفظة عامية حضارية تُطلق في بلاد المغرب على نعال مغربية صفراء معروفة، وتُجمع في المغرب على: بلاغى، وهى صيغة جمع عامية؛ لأن فُعْلة في الفصحى لا يكون جمعها على وزن فعالى.
والبُلغة معروفة في مصر، فقد وردت عند الجبرتى في صيغة الجمع: البُلَغ، وهى تعنى عنده: النعالات القديمة، وهى الصُّرَم والبُلَغ (4).
يقول أحمد أمين: والبُلْغة حذاء من جلد أصفر واسع يلبسه بعض الرجال خصوصًا معلمى الصنائع؛ كالبنَّاء الكبير، والمبيض الكبير, وخصوصًا المغاربة أيضًا، ويظهر أن أصلها من فاس في المغرب، لأنهم كانوا ينادون عليها في مصر: البلغة الفاسى، وقد كان في القاهرة مكان يُسمَّى التربيعة تباع فيه البضاعات المغربية من البُلغ والبطاطين والحرامات ونحو ذلك (1).
وعند دوزى في "المستدرك على المعاجم العربية": البَلغة بفتح الباء هى النعل المتخذة من الحلفاء، وهى التى يسميها أهل الأندلس ومن صاقبهم من أهل العدوة بالبلغة. وقد ورد ذكرها في مطلع قصيدة لابن عبد الملك يمدح فيها المأمون أبا العلاء بن منصور من بنى عبد المؤمن:
لتبليغها المضطر تدعى ببلغة ... وإن قست بالتشبيه شبهتها نعلا
وكلمة بلغة ما تزال مستعملة في المغرب وفى مصر، ولكنها في المغرب بفتح الباء، وفى مصر بالضم.
وقد أكد لى العلامة المغربى عبد الهادى التازى أن البلغة تتخذ في المغرب دائمًا من الجلود الصفراء، ولما احتل الأسبان مدينة العرائش المغربية غيَّر المغاربة ألوان بلغهم الى اللون الأسود، ثم لما استرجعوا المدينة عادوا مرة أخرى إلى البلغ الصفراء.
ومن خلال البيت السابق يمكن القول إنها من الكلمة العربية: البُلغة -بضم الباء- وكل ما يتبلَّغ به الرجل يُسمَّى: بُلغة، فالكلمة -كما قال صاحب التاج- مصرية مولَّدة (2)، هذا وقد استعمل كثير من المؤلفين كلمة البُلْغة عنوانًا لكتبهم، فهذا الفيروزابادى يضع كتاب. البُلغة في تاريح أئمة اللغة، وهذا القنَّوجى يضع كتاب: البُلغة في أصول اللغة.





مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید