المنشورات

التاج

كلمة معرَّبة، وهى في الفارسية القديمة: "تكَـ" واتخذ منه في العربية جمع تكسير: أتواج وتيجان، والفعل: توّج، وتتوَّج. ومعناها: نوع من أغطية الرأس للزينة، يختلف باختلاف الزمان والمكان، وهو منسوج من الصوف المكفت بالذهب، وتحف به صفوف من المجوهرات والأحجار الكريمة.
وأول من لبس التاج من العرب الضحَّاك (1).
وعرف العرب التيجان لأول مرة قبل الإسلام، إذ كان ملوك الفرس في بعض الأحيان يمنحون أتباعهم من ملوك العرب تيجانًا تنويها بمرتبتهم، غير أن التاج ظل غريبًا على العرب، وقلما يلبسونه، وهناك حديث نصه: العمائم تيجان العرب.
ولم يظهر التاج كشعيرة من شعائر الملوكية إلا في عهد العباسيين؛ لأنهم أخذوا بالتقاليد الفارسية في هذا الشأن.
وكان الخليفة يلبس التاج في المواكب وأيام الأعياد الكبرى، وكان تاج الخليفة الفاطمى في مصر عبارة عن عمامة مرصَّعة بالجواهر لونها أبيض،وفيها جوهرة عظيمة تعرف باليتيمة زنتها سبعة دراهم (1).
وكان يتولى شد التاج الشريف موظف خاص، وكان التاج من بين الكُسَى التى يخلعها الخليفة أو السلطان على عماله أو سفرائه وغيرهم.
وكان لباس سلاطين آل عثمان يسمى التاج أيضًا، وكان السلطان العثمانى يضع على رأسه عمامة كبيرة وتاجًا.
وقد أصبح للتاج شأن دينى خاص عندما اتخذه الدراويش لباسًا للرأس، فصار لكل طريقة من طرق الدراويش تاج له لونه وشكله الخاص.
ولكلمة تاج استعمالات مجازية مختلفة: تاج المُلْك، تاج الدولة، فقد ذاعت ألقاب التشريف التضمنة هذه الكلمة في العهود المتأخرة، وعلى الأخص في عهد المماليك (2).





مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید