المنشورات

الطَّرْحة

بفتح الطاء وسكون الراء في مستدرك التاج: الطَّرْحة: الطيلسان؛ ويقال رأيت عليه طرحة مليحة (5).
والطَّرْحة: كساء يلقى على الكتف؛ واستعمل حديثًا بمعنى غطاء يُطرح على الرأس والكتفين والصدر؛ ومنه: طرحة العروس، والجمع: طراح (6).
وقد تُجمع على طرحات؛ وهي من مميزات لباس قضاة القضاة في عصر المماليك بمصر؛ وقد وصف القلقشندى لباس أرباب الوظائف الدينية من القضاة وسائر العلماء في تلك الأزمنة؛ فقال: ويتميز قضاة القضاة الشافعي والحنفى بلبس طرحة تستر عمامته، وتنسدل على ظهره، وكان قبل ذلك مختصًا بالشافعى؛ ومن دون هذه منهم من تكون عمامته ألطف، وليس فيهم من يلبس الحرير ولا ما غلب فيه الحرير (1).
وفي شفاء الغليل: والطَّرْح هو الرمى؛ وعند المولدين ثوب غليظ فيه أعلام؛ قال محمد بن القطان:
طرحتنا فلبسنا ... من الضنى ثوب طرح
وعليه الاستعمال الآن (2).
وفي العصر العباسى الثاني كانت الطرحة شعارًا أسود يتقلده القضاة؛ ورفع الطرحة عن القاضى معناه عزله عن منصبه (3).
وعند دوزى: وطرحة الرجال: خمار مصنوع من الشاش الموصلي الذي يلاث على العمامة أو يطرح على الكتفين فقط؛ فيتدلى على الظهر، والطرحة تشبه الطيلسان؛ وقديمًا كان الناس يلبسون الطرحة مع العمامة، ويظهر أن الطرحة نفسها قد استعملت استعمال العمامة في العصور الحديثة. وكانت الطرحة لباس القضاة الخاص؛ بل شعار قاضى القضاة.
وأما عن طرحة النساء فهى خمار يوضع على الرأس ويتدلى إلى الوراء، ولكن هذا الخمار أطول من الخمار الذي يحمله الرجال، وقد كانت طُرَح النساء تعمل من الكتان أو من القطن، أو من الشاش الموصلي الأبيض المطرز بالحرير الملون والمرصعة بالذهب.
وفي مصر العليا كانت تُعمل الطرحة من الشاش الموصلي أو من الكتان أو من القماش الصوفى الأسمر، وكانت ذات لون غامق (4).
وما زالت الطرحة مستعملة إلى الآن في الريف المصري؛ وغالبًا ما تتخذ من الحرير أو من القطن؛ وهي تتخذ اللون الأسمر غالبًا.
يقول أحمد أمين: والطرحة نوع من الشاش مصبوغ بالصبغ الأسود وقد يكون من الحرير، يلبسها بعض نساء المدن خصوصًا في الأحزان، وأكثر ما يلبسها الفلاحات، وتستخدمها الفلاحة كغطاء للرأس عندما تخرج من بيتها (1).






مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید