المنشورات

الطَّيْلَسان

 بفتح الطاء وسكون الياء وفتح اللام والسين: كلمة فارسية مُعرَّبة، وأصلها في الفارسية: تالشان، وقد تكلمت به العرب؛ وأنشد ثعلب:
كلُّهم مبتكرُ لِشَانِه ... كاعمُ لحييه بطيلسانه

والطيلسان في العربية: ضرب من الأكسية؛ والجمع له طيالس، وطيالسة (2).
والطيلسان: كساء مدوَّر أخضر لا أسفل له؛ لحمته أو سداه من صوف يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ، وفُسِّر بكساء يُلقى على الكتف. كالوشاح، ويحيط بالبدن، خال من الصنعة كالتفصيل والخياطة، من ألبسة العلماء في العصر الإسلامي، كان يتخذ على الأغلب من القماش الأخضر، ويعرف بمصر والشام باسم: الشال (3).
والطيلسان هو الطرحة التي توضع على الرأس والكتفين، وأحيانًا على الكتفين فقط، وغالبًا كانت هذه الطرحة تشبه المنديل الكبير الذي يتدلى على الكتفين ليقى الرقبة من حرارة الشمس.
وأحيانًا يحل الطيلسان محل الحزام، فإن الخيزران أم الرشيد لما توفيت، فخرج الرشيد وعليه جبة وطيلسان أزرق قد شد به وسطه (4).
وفي الأندلس كان أكثر عوام أهل الأندلس يمشون دون طيلسان، إلا أنه لا يضعه على رأسه منهم إلا الأشياخ المعظَّمون (1).
ويحدثنا ابن جبير أن الخطيب في مكة كان يرتدى الطيلسان من الكتان الرقيق أسود اللون؛ مع بردة سوداء برسم الخلافة العباسية؛ في قوله "وصفة لباسة بردة سوداء، عليها طيلسان شرب أسود، وهو الذي يُسمَّى بالمغرب الإحرام، وعمامة سوداء، متقلدًا سيفًا" (2).
وكان هذا كله من كسا الخليفة التي يرسلها إلى خطباء بلاده (3).
وقد كان الخطيب إذا دخل المسجد الحرام ألقى طيلسانه عن رأسه تواضعًا لحرمة المكان، كما فعل أبو الفرج الجوزى عندما صعد المنبر وألقى طيلسانه عن رأسه (4).
ويحدثنا ابن بطوطة أن ثياب العزاء في الصين كان عبارة عن الطيالسة البيض للكفار، والثياب البيض للمسلمين (5).
ولما نزل ابن بطوطة إلى مدينة مالى، وحضر بها عيدى الأضحى والفطر، فخرج الناس إلى المصلَّى، وركب السلطان وعلى رأسه الطيلسان، والسودان لا يلبسون الطيلسان إلا في العيد، ما عدا القاضى والخطيب والفقهاء؛ فإنهم يلبسونه في سائر الأيام (6).





مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید