المنشورات

الرمزية في القرن الوسطى المسيحية

ساد الاعتقاد في العصر الوسيط أن كل الاشياء تصبح
سخفا وعبثا اذا استنفذت وظيفتها. في عالم الظواهر
معناها » أي اذا لم تصل بماهيتها الى عالم وراء ذلك
العالم ‎٠‏

فهناك دلالات عميقة في الاشياء العادية ‎٠‏ وبذلك
تتحول كل الاشياء وتصبح محملة بتهديد آو اشكال يستوجب
حلا » من وقع قطرات المطر. على أوراق الشجر الى الضوء
الذي تسكبه الشمعة على المنضدة ‎٠‏ وقد يعيشها الانسان
كمصدر للطمانينة حينما يشعر بان حياته ايضا تضرب
جذورها في المعنى الخفي للعالم ‎٠‏

ولكن ذلك الشعور حينما يتركز حول مطلق معين تفيض
منه الاشياء ما أشرع ما ينميل الى أن يتحول من استبصار
بلحظة شفافة الى اعتقاد جازم ياخذ صيغة جامدة ‎٠‏ وفي
البداية كان الاعتقاد بمعنى متعال في كل الاشياء يتجه نحو
أن يجد صياغة مستوعبة ( أي القول بان العالم يتكشف
ويتفتح باعتباره كلا شانعا يتكون من رموز ) مؤديا الى تصور ثري الايقاع للعالم والى تعبير متعدد النغمات عن
التآلف الابدي الازلي المزعوم ‎٠‏

وكان التمثل الرمزي للصفات المشتركة يفترض أن
تلك الصفات جوهرية في الاشياء ‎٠‏ فرؤية ورود بيضاء
وحمراء تزدهر بين الاشواك أدت الى تمثل رمزي يدور حول
العذارى والشهداء يتالقون مجدا وسط الجلادين » لان الوان
الورد هي الوان العذارى واللون الاحمر هو دم الشهداء ‎٠‏
‏ويقوم المعنى الصوفي ف هذا المثال على أن الحد الاوسط
الذي يربط الحدين في التصور الرمزي يعبر عن شيء جوهري
مشترك بينهما : فالحمرة والبياض أكبر من اسجين لاختلاف
فيزيائي قائم على الكم ) فهما ينتميان الى الجوهر
والكليات الواقعية ‎٠‏ فالجمال والرقة والبياض كليات واقعية
وهي كينانات آيضا » لذلك فكل ما هو جميل رقيق أبيض له
جوهر مشترك هو مبرر وجوده وعلته وله نفس الدلالة آمام
الله ‎٠‏ « فالواقعية » السكولائية ليست مجرد فلسفة بل
كانت الموقف الذهني لعصر كامل وقد سيطرت على الفكر
والخيال معا ‎٠‏

فكل ما يقبل اسما يصبح كيانا ووجودا وياخذ شكلا
يرفعه الى السماوات + وكمان هذا الشكل في اغلب الاحوال
هو الشكل الانساني ‎٠‏ فتلك النزعة « الواقعية » .. التي تقول
بواقعية الاسماء الكلية ولا علاقة لها بالواقعية كما نفهمها
الآن - لا بد آن تؤدي الى التشبيه الانساني ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید