المنشورات

العَبَاءة

 العباءة والعباء بفتح العين والباء: ضرب من الأكسية، والجمع: أعبئة. والعَبَاء كسحاب: كساء معروف، وهو ضرب من الأكسية فيه خطوط، وقيل: هو الجبة من الصوف كالعباءة.
قال الصرفيون: همزته عن ياء؛ وإنه يُقال: عباءة وعباية (2).
وعند دوزى: تشير هذه الكلمة: العباءة أو العباية إلى ملحفة قصيرة مفتوحة من الجهة الأمامية؛ وهي لا أكمام لها؛ ولكن تستحدث فيها تقويرات لإمرار الزراعين؛ والعباءة هي الثوب الخاص بالبدو وفي جميع الأوقات على وجه التقريب (3).
فيحدثنا ابن جبير في رحلته أن البدو وكانوا يذهبون إلى مكة ومعهم ضروب الطعام والإدام والفاكهة، يبيعونها لأهل مكة؛ ومن العجب في أمرهم أنهم لا يبيعون من جميع ذلك بدينار ولا بدرهم، وإنما يبيعونه بالخِرَق والعباءات والشِّمَل" (1).
وقد تكون العباء ثيابًا للزاهدين والمتصوفة؛ لأنها غالبًا ما تتخذ من المتصوف الغليظ، فيحدثنا ابن بطوطة عن الشيخ قوام الدين الكرمانى كبير الشافعية في مصر؛ بأنه كان يُفتى في المذاهب؛ ولباسه عباءة صوف خشنة، وعمامة صوف سوداء (2).
ويحدِّثنا أيضًا عن أحد المتصوفة بالهند: وكانت بين يديه عباءة من صوف الجمال مطروحة، فقبلتها بيدى فدفعها لي" (3).
وقد تكون العباءة ثيابًا للأمراء؛ وتكون في هذه الحالة من الجوخ الأحمر أو الأخضر أو من الألوان الأخرى مقصبة بالذهب والفضة من جهة الأكتاف ومطرزة بأزهار؛ والعرى والأزرار من الجهة الإمامية، وتخيَّط لفقين من الجوخ؛ ثم يُشق المقدَّم ليوضع على الكتف؛ بعد تقوير الموضع الذي يدور على الرقبة، وتُترك فتحتان في الزوايا لإمرار الزراعين؛ وهذا الثوب معمول بصورة خاصة ليُلبس وقت ركوب الخيل (4).
والعباءات عند العرب على أنواع مختلفة، فمنها ما هو من حرير خالص، ومنها ما هو من صوف خشن؛ وبعض العرب يفضلها بنية اللون، وآخرون يفضلونها بيضاء، وطائفة أخرى تفضلها مخططة، وفي الحجاز يفضلونها بيضاء مطرزة بالذهب وبخيوط مختلفة الألوان، أو صفراء على شكل مثلثين كبيرين تعلوهما أشرطة عريضة، وأشكال أخرى تحت الكتفين وعلى جانبى الظهر.
ويُحدَّد فوق الكتفين والصدر بنسيج بديع من خليط حرير وقطن. ويُربط من الأمام بخيوط قاببة للمط (أستيك أو مخيط) وشراريب من حرير وذهب (1).






مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید