المنشورات

الفُوطة

 الفوطة بضم الفاء وفتح الطاء: كلمة هندية الأصل؛ دخلت الفارسية؛ وعرفتها العربية عن طريق الفارسية؛ وهي في الفارسية: فُوته؛ ومعناها: الإزار (3)، وهي في التركية أيضًا: فوته؛ وهي في الهندية: بوته، ويبدو أنها من الألفاظ المشتركة بين الهندية والفارسية والتركية.
وفى المخصص: والفوط -بضم الفاء وفتح الواو كزُحَل-: ضرب من الثياب قصار غلاظ تكون مآزر، واحدتها فوطة (4).
وفى اللسان: الفوطة ثوب قصير غليظ يكون مئزرًا يُجلب من السند، وقيل: الفوطة ثوب من صوف، وجمعها: الفوط؛ قال أبو منصور: لم أسمع في شيء من كلام العرب في الفوط، ورأيت بالكوفة أُزرًا مخططة يشتريها الجمَّالون والخدم فيتزرون بها، الواحدة فوطة، فلا أدرى أعربى أم لا (1).
وفى المعرب: فأمَّا الفوط التى تُلبس فليست بعربية (2).
وفى شفاء الغليل: الفوطة: منديل يُتمسَّح به، وهي النشَّافة؛ والفوطة: إزار جمعه فُوَط، قال أبو منصور ليس بعربى (3).
وفى تاج العروس: وقال ابن دريد: فأمَّا الفوط التى تُلبس فليست بعربية، أو هي لغة سندية معربة بُوتة بضمة غير مشبعة، قلت: وهي التى تُسمَّى عندنا باليمن الأزهرية، وكثر استعمال هذا اللفظ حتى اشتقوا منها فعلًا؛ فقالوا: فوَّطه تفويطًا إذا ألبسه الفوطة، ورجل مفوَّط كمعظَّم لابسها، واستعملوها أيضًا الآن على مناديل قصار مخططة الأطراف تنسج بالمحلة الكبرى من أرض مصر يضعها الإنسان على ركبتيه ليقى بها عند الطعام، والفوَّاط ككتان من ينسجها أو يبيعها (4).
وقد وردت الفوطة وجمعها الفوط عند الرحَّالة العربي ابن بطوطة تحمل عدة مدلولات هي:
- نسيج من الحرير يشده العامل على وسطه أثناء العمل عند أهل مدينة شيراز، ويتضح ذلك من قوله: "وكانوا حين الحفر يلبسون أجمل ملابسهم، ويربطون فوط الحرير على أوساطهم، والسلطان يشاهد أفعالهم من منظرة له" (5).
- ثوب قصير غليظ يتزر به عند دخول الحمَّام أو الخروج منه، ويتخذ أيضًا لتتشيف الماء عن الجسد بعد الاستحمام عند أهل مدينة بغداد؛ ويتضح ذلك من قوله: "وكل داخل للحمام يُعطى ثلاثًا من الفوط، إحداها ينزل بها عند دخوله، والأخرى يتزر بها عند خروجه، والأخرى ينشف بها الماء عن جسده" (1)
- سروال يشده الإنسان في وسطه يستر به النصف الأسفل من جسمه عند أهل مقديشيو بالصومال؛ ويتضح ذلك من قوله: "وأتونى بكسوة، وكسوتهم فوطة خز يشدها الإنسان في وسطه عوض السراويل فإنهم لا يعرفونها" (2).
ومن قوله: "ويشدون الفوط في أوساطهم عوضًا عن السروال، وأكثرهم يشد فوطة في وسطه" (3).
- شُقَّة من البز أو القطن توضع على الظهر للتوقى من حرارة الشَّمس عند أهل ظفار باليمن؛ ويتضح ذلك من قوله: "وأكثرهم يشد فوطة في وسطه، وتجعل فوق ظهره أخرى من شدة الحر" (4).
- ثياب من حرير يريطها مُقطِّع اللحم على سائر ملابسه ليصونها من آثار الطعام أثناء إعداد المائدة عند الأتراك، ويتضح ذلك من قوله: "ويأتى الباورجى، وهو مقطع اللحم، وعليه ثياب حرير، وقد ربط عليها فوطة حرير، وفى حزامه جملة سكاكين في أغمادها" (5).
- قطعة من القماش تبلل وتوضع على الجسم لتلطف من شدة الحر؛ عند أهل باكستان؛ وذلك في قوله: "فكان أصحابى يقعدون عراة، يجعل أحدهم فوطة على وسطه، وفوطة على كتفيه مبلولة بالماء، فما يمضى اليسير من الزمان حتى تيبس تلك الفوطة، فيبلها مرَّة أخرى، وهكذا أبدًا" (6).
وقد تكون الفوطة من الحرير الخالص؛ أو من الحرير المخلوط بالقطن أو الكتان؛ ويتضح ذلك من خلال قول ابن بطوطة: "وأخرج من البقشة ثلاث فُوَط؛ إحداها من خالص الحرير، والأخرى من حرير وقطن، وأخرى من حرير وكتان" (1).
وقد تكون الفوطة نوعًا من العمائم؛ أى شقة من البز تُلفُّ حول الرأس؛ فيخبرنا المقريزى أن الحاكم بأمر اللَّه كان يلبس أثناء جولاته على جواده نعلين في قدميه، وفوطة على رأسه (2).
والفوطة تشير الآن في مصر إلى نسيج من القطن أو نحوه يجفف بها الوجه واليدان، أو يجفف بها الجسد بعد الاستحمام.
وفى رحلة فارتيما التى قام بها في أوائل القرن التاسع عشر إلى الجزيرة العربية وجد البدو هناك يغطون أنصافهم السفلية بقطعة من القماش القطنى؛ وتُعرف عندهم بالفوطة (3).






مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید