المنشورات

(حلم الْأَحْنَف)

قَالَ الجاحظ قد ذكرُوا فى الْأَشْعَار حلم لُقْمَان ولقيم بن لُقْمَان وَذكروا قيس بن عَاصِم وَمُعَاوِيَة بن أَبى سُفْيَان ورجالا كثيرا مَا رَأينَا هَذَا الِاسْم التزق بِأحد والتحم بِإِنْسَان وَظهر على الْأَلْسِنَة كَمَا رَأَيْنَاهُ تهَيَّأ للأحنف بن قيس ثمَّ كَانَ مَعَ ذَلِك رَئِيسا فى أَكثر تِلْكَ الْفِتَن فَلم ير حَاله عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعند النساك والفتاك وَعند الْخُلَفَاء الرَّاشِدين والملوك المتغلبين وَلَا حَاله فى حَيَاته وَلَا حَاله بعد مَوته إِلَّا مستويا فينبغى أَن يكون قد سبقت لَهُ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعْوَة وَقَالَ فِيهِ كَمَا رَوَوْهُ وذكروه أَو يكون قد كَانَ يضمر من حسن النِّيَّة وَمن شدَّة الْإِخْلَاص مَا لم يكن عَلَيْهِ أحد من نظرائه فَإِن قَالَ قَائِل تَزْعُمُونَ أَن عبد الْمطلب كَانَ أحلم النَّاس وَكَذَلِكَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قُلْنَا إِن الْأَحْنَف كَانَ الْحلم سيد عمله فَبَان حلمه من سَائِر أَعماله ومحاسن عبد الْمطلب وخصال الْعَبَّاس فى الْمجد والشرف كَانَت متكافئة مُتَسَاوِيَة كل خصْلَة مِنْهَا تنتصف من أُخْتهَا فَكَانَت كَمَا قَالَ الشَّاعِر 
(إنى غرضت إِلَى تناصف وَجههَا ... غَرَض الْمُحب إِلَى الحبيب الْغَائِب)
وَإِذا كَانَت الْخِصَال كَذَلِك لم يغلب على صَاحبهَا اسْم دون اسْم وَرجع الْأَمر إِلَى أَن يُسمى سيدا وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَسْمَاء الْخَاصَّة




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید