المنشورات

(حَاتِم طَيء)

جواد الْعَرَب الْمَضْرُوب بِهِ فى الْجُود الْمثل أنْشد الجاحظ لأبى الشمقمق
(لما سَأَلتك شَيْئا ... أبدلت رشدا بغى)
(مِمَّن تعلمت هَذَا ... أَلا تجود بشى)
(أما مَرَرْت بِعَبْد ... لعبد حَاتِم طى)
وَقَالَ آخر
(الْجُود حَاتِم طى ... وحاتم الْبُخْل عون)
(لَهُ مطابخ بيض ... وَالْعرض أسود جون)
وَنظر أَصْرَم بن حميد الطوسى إِلَى رجل يَقُول أَنا مسلوب الْغنى فَنزل عَن برذونه وَأَعْطَاهُ إِيَّاه فَأَنْشَأَ يَقُول أبياتا مِنْهَا
(إِلَى مسلوب الْغنى إِلَى ... حَاتِم طى وَحميد طى)
(مدَار أَحيَاء الْعلَا على ... )
وَقَالَ الصاحب لِابْنِ العميد
(وَهُوَ إِن جاد ذمّ حَاتِم طى ... وَهُوَ إِن قَالَ قل قس إياد)
وأخباره فى الْجُود أَكثر من أَن تحصى وَأشهر من أَن يُنَبه عَلَيْهَا وَمن أحاسنها أَنه قسم مَاله بضع عشرَة مرّة وَمر فى سفر لَهُ على بنى عنزة وَلَهُم أَسِير فى الْقد فاستغاث بِهِ وَلم يحضرهُ فكاكه ففاداه وخلاه وَأقَام مقَامه فى الْقد حَتَّى أدّى فداؤه
وروت الروَاة بِالْأَسَانِيدِ عَن ملْحَان ابْن أخى ماوية امْرَأَة حَاتِم قَالَ قلت لَهَا يَا عمتى حدثينى بِبَعْض عجائب حَاتِم فَقَالَت كل أمره عَجِيب فَعَن أَيَّة تسْأَل قلت حدثينى بِمَا شِئْت قَالَت أَصَابَت النَّاس سنة أذهبت الْخُف والظلف وأكلت النُّفُوس فبتنا ذَات لَيْلَة وَقد أسهرنا الْجُوع فَأخذ هُوَ عديا وَأخذت أَنا سفانة وَجَعَلنَا نعللهما حَتَّى نَامَا ثمَّ أقبل على يعللنى بِالْحَدِيثِ حَتَّى أَنَام قرقفت لما بِهِ من الْجهد وَأَمْسَكت عَن كَلَامه لينام فَقَالَ لى أنمت وكررها مرَارًا فَلم أجبه فَسكت ثمَّ نظر من فتق الخباء فَإِذا بشخص قد أقبل فَرفع رَأسه فَإِذا امْرَأَة تَقول يَا أَبَا سفانة أَتَيْتُك من عِنْد صبية يتعاوون من الْجُوع كالذباب فَقَالَ أحضريهم فو الله لأشبعنهم قَالَت فَقُمْت سَرِيعا وَقلت بِمَاذَا فوَاللَّه مَا نَام صبيانك من الْجُوع إِلَّا بِالتَّعْلِيلِ فَقَالَ وَالله لأشبعن صبيانك مَعَ صبيانها فَلَمَّا جَاءَت الصبية قَامَ حَاتِم إِلَى فرسه فذبحه ثمَّ قدح نَارا وأججها وَدفع إِلَيْهَا شفرة وَقَالَ لَهَا اشوى وكلى ثمَّ قَالَ لى أيقظى صبييك فأيقظتهما ثمَّ قَالَ وَالله إِن هَذَا للؤم أَن تَأْكُلُوا وَأهل الحى جِيَاع فَجعل يأتى بَيْتا بَيْتا وَيَقُول انهضوا عَلَيْكُم بالنَّار فَاجْتمعُوا حول الْفرس وتقنع هُوَ بكسائه وَجلسَ نَاحيَة فَمَا أَصْبحُوا وَمن الْفرس على الأَرْض قَلِيل وَلَا كثير إِلَّا حَوَافِرِهِ وَإنَّهُ لأشد جوعا مِنْهُم وَمَا ذاقه





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید