المنشورات

(جود طَيء)

 يضْرب بِهِ الْمثل لكَون حَاتِم وَأَوْس بن حَارِثَة ابْن لأم مِنْهُم وهما آيَة فِي الْجُود وَالْكَرم قَالَ أَبُو تَمام الطائى
(لكل من بنى حَوَّاء عذر ... وَلَا عذر لطائى لئيم)
ويروى أَن أَوْسًا وحاتما وَفْدًا على عَمْرو بن هِنْد فَدَعَا أَوْسًا وَقَالَ لَهُ أَنْت أفضل أم حَاتِم فَقَالَ أَبيت اللَّعْن لَو ملكنى حَاتِم وولدى ولحمتى لوهبنا فِي غَدَاة وَاحِدَة ثمَّ دَعَا حاتما فَقَالَ لَهُ أَنْت أفضل ام أَوْس فَقَالَ أَبيت اللَّعْن إِنَّمَا ذكرت بأوس ولأحد وَلَده أفضل منى فَقَالَ عَمْرو وَالله مَا أدرى أيكما أفضل وَمَا مِنْكُمَا إِلَّا سيد كريم
وَمن محَاسِن أَوْس أَن النُّعْمَان بن الْمُنْذر دَعَا بحلة نفيسة وَعِنْده وُفُود الْعَرَب من كل حى وَفِيهِمْ أَوْس فَقَالَ لَهُم احضروا غَدا فإنى ملبس هَذِه الْحلَّة أكْرمكُم فَحَضَرَ الْقَوْم إِلَّا أَوْسًا فَقيل لَهُ لم تتخلف فَقَالَ إِن كَانَ المُرَاد غيرى فأجمل الْأَشْيَاء بى أَلا أكون حَاضرا وَإِن كنت المُرَاد فسأطلب فَلَمَّا جلس النُّعْمَان وَلم ير أَوْسًا قَالَ اذْهَبُوا إِلَى أَوْس فَقولُوا لَهُ احضر آمنا مِمَّا خفت فَحَضَرَ فألبس الْحلَّة فحسده قوم من أَهله فَقَالُوا للحطيئة اهجه وَلَك ثَلَاثمِائَة نَاقَة فَقَالَ كَيفَ أهجو من لَا أرى فِي بيتى أثاثا وَلَا مَالا إِلَّا من عِنْده ثمَّ قَالَ
(كَيفَ الهجاء وَمَا تنفك صَالِحَة ... من آل لأم بِظهْر الْغَيْب تأتينى)
فَقَالَ لَهُم بشر بن أَبى خازم أَنا أهجوه لكم وَفعل فَأخذ الْإِبِل فَأَغَارَ أَوْس عَلَيْهَا واكتسحها وَطَلَبه فَجعل لَا يستجير حَيا من أَحيَاء الْعَرَب إِلَّا قَالُوا لَهُ قد أجرناك من الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا من أَوْس فَكَانَ فِي هجائه إِيَّاه ذكر أمه فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى أَتَى بِهِ أَسِيرًا فَدخل أَوْس إِلَى أمه واستشارها فِي أمره فَقَالَت أرى أَن ترد عَلَيْهِ مَاله وَتَعْفُو عَنهُ وتحبوه وأفعل أَنا مثل ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يغسل هجاءه إِلَّا مدحه فَأخْبرهُ بِمَا قَالَت فَقَالَ لَا جرم وَالله لَا مدحت أحدا حَتَّى أَمُوت غَيْرك فَفِيهِ يَقُول
(إِلَى أَوْس بن حَارِثَة بن لأم ... ليقضى حاجتى فِيمَن قَضَاهَا)
(وَمَا وطئ الثرى مثل ابْن سعدى ... وَلَا لبس النِّعَال وَلَا احتذاها)




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید