المنشورات

(ميدان الْخُلَفَاء)

هُوَ عِنْد أَصْحَاب الْأَخْبَار عشرُون سنة إِلَى أَربع وَعشْرين وهى دوران الْمُشْتَرى فَكَأَنَّهَا كِنَايَة عَن أتم مُدَّة للخلافة فَمن بلغت مُدَّة خِلَافَته عشْرين سنة إِلَى اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة مُعَاوِيَة وَعبد الْملك وَهِشَام والمنصور والمأمون وَالْمُعْتَمد وَلم يستكمل الْأَرْبَع وَالْعِشْرين غير الرشيد والمقتدر
حدث أَبُو العيناء قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد المهلبى قَالَ كُنَّا وقوفا على بَاب الْفضل بن الرّبيع وَهُوَ عليل فى آخر أَيَّام الرشيد إِذْ أقبل الرشيد عَائِدًا لَهُ فَقَالَ لَهُ عبد الْملك بن هِلَال الْحَمد لله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذْ خصك بطول الْبَقَاء وأجازك ميدان الْخُلَفَاء فَتغير وَجه الرشيد وَدخل فَخرج بعقب ذَلِك الْقَاسِم ابْن الرّبيع يشْتم عبد الْملك بن هِلَال وَيَقُول لَهُ من حملك أَن تذكر لأمير الْمُؤمنِينَ مَا مضى من مُدَّة خِلَافَته وَالله ليعيشن بعْدهَا أَرْبَعِينَ سنة فَمَا عَاشَ بعْدهَا إِلَّا أقل من سنة
قَالَ مُحَمَّد بن عباد وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السكونى وَاقِفًا مَعنا فَأقبل على يحدثنى بِنَحْوِ هَذَا الحَدِيث وَذَلِكَ أَن الْمَنْصُور انْصَرف من صَلَاة الْفطر سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة فَجَلَسَ وهنأه النَّاس ودعوا لَهُ فَقَالَ عقال بن شيبَة وَقد وضعت الموائد والمنصور يَأْكُل احْمَد الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فقد جزت ميدان الْخُلَفَاء قبلك فَقبض الْمَنْصُور يَده عَن الطَّعَام وَقَالَ كَبرت وَالله يَا عقال وَكبر كلامك فَفطن عقال لذَلِك وتلافى أمره وَقَالَ أجل وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لقد أَحْزَن سهلى واضطرب عقلى وأنكرنى أهلى وَلَا أقوم وَالله هَذَا الْمقَام بعد يومى فسكن قَوْله هَذَا من الْمَنْصُور وَلم يَعش بعد ذَلِك إِلَّا شَهْرَيْن وأياما
قَالَ مؤلف الْكتاب مثل قَول عبد الْملك بن هِلَال للرشيد وعقال بن شيبَة للمنصور سوء أدب فى مُخَاطبَة الْمُلُوك والكبراء لِأَن فِيهِ نعيا لَهُم إِلَى أنفسهم وإنذارا إيَّاهُم لمجىء آجالهم وَقد حَدَّثَنى السَّيِّد أَبُو جَعْفَر الموسوى قَالَ أنْشد الْعَبَّاس الأرخسى الْأَمِير نصر بن أَحْمد لَيْلَة السذق الحادى وَالثَّلَاثِينَ من الأسذاق الَّتِى أَقَامَ رسومها قصيدة أَولهَا
(مهترا بار خدايا ملك بغدادا ... سذق ويكم برتو مبارك بادا)
فقطب نصر وَجهه وزوى مَا بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ إين شمرون نى جه بايست وتنغص تِلْكَ اللَّيْلَة وَلم يسمع تَمام القصيدة وَلم يسذق بعْدهَا أى لم يدر عَلَيْهِ الْحول حَتَّى مَاتَ





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید