المنشورات

(ضرطة وهب)

هُوَ وهب بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد صَاحب بريد الحضرة أفلتت مِنْهُ ضرطة فى مجْلِس الْوَزير عبيد الله بن يحيى ابْن خاقَان وَهُوَ غاص بأَهْله فطار خَبَرهَا بالآفاق وَوَقع فى ألسن الشُّعَرَاء وَصَارَت مثلا فى الشُّهْرَة حَتَّى قَالُوا أشهر من ضرطة وهب وأفضح من ضرطة وهب وَعمل أَحْمد بن أَبى طَاهِر كتابا فى ذكرهَا والاعتذار عَنْهَا بعد كَلَام كثير قيل فِيهَا كَقَوْل ابْن الرومى
(مَا لَقينَا من ظرف ضرطة وهب ... تركت أهل دَهْرنَا شعراء)
(هى عندى كجود فضل بن يحيى ... غير أَن لَيْسَ تنعش الْفُقَرَاء) وَقَالَ آخر
(يَا وهب ذَا الضرطة لَا تبتئس ... فَإِن للأستاه أنفاسا)
(واضرط لنا أُخْرَى بِلَا كلفة ... كَأَنَّمَا مزقت قرطاسا) وَقَالَ آخر
(يَا آل وهب حدثونى عَنْكُم ... لم لَا ترَوْنَ الْعدْل والإقساطا)
(مَا بَال ضرطتكم يحل رباطها ... عفوا ودرهمكم يشد رِبَاطًا)
(صروا ضراطكم المبذر صركم ... عِنْد السُّؤَال الْفلس والقيراطا)
(أَو فاسمحوا بنوالكم وضراطكم ... هَيْهَات لَسْتُم للنوال نشاطا)
(لَو جدتم بهما مَعًا لوجدتم ... فرشا لكم عِنْد الرِّجَال بساطا)
(لكنكم أفرطتم فى وَاحِد ... وَهُوَ الضراط فعدلوا الإفراطا)
وَقَول أَبى على الْبَصِير
(قل لوهب البغيض يَا خش الْخلقَة ... يَا ناطقا بِغَيْر لِسَان)
(كَانَت الضرطة المشومة نَارا ... أضرمت فِي جَوَانِب الْبلدَانِ)
(قتلت مفلجا وَكَانَ لعمرى ... عدَّة فِي الحروب للسُّلْطَان)
وَقَالَ عِيسَى بن القاشانى
(أقيك من حر حزيران ... بالأبعد االأقصى وبالدانى)
(كَأَنَّك من بَيت صديق لنا ... منزلَة وَالْحَبْس سيان)
(نبيذه حُلْو وريحانه ... أَتَى لَهُ فى السُّوق شَهْرَان)
(وقينة شَمْطَاء مَضْمُومَة ... فى سنّ نمروذ بن كنعان)
(إِذا تغنينا حكى صَوتهَا ... ضرطة وهب بن سُلَيْمَان)
وَقَالَ أَحْمد بن يحيى البلاذرى
(لَيْت طبول الْعِيد تحكى لنا ... ضرطة وهب بن سُلَيْمَان)
(فَإِنَّهَا كَانَت تروع العدا ... مَا بَين مصر وخراسان)
(يَا ضرطة لَو أَنَّهَا شَرقَتْ ... أودت بصنعا وسجستان)
وَقَالَ آخر
(أيا وهب لَا تجزع لإفلات ضرطة ... نعاها عَلَيْك العائبون وأفرطوا)
(وَلَا تعتذر مِنْهَا وَإِن جلّ أمرهَا ... فقد يغلط االحر الْكَرِيم فيضرط)
وَقَالَ آخر
(لقد قَالَ وهب إِذْ رأى النَّاس أشرفوا ... لضرطته قَول أمرئ غير ذى جهل)
(أيا عجبى للنَّاس يستشرفونى ... كَأَن لم يرَوا بعدى ضروطا وَلَا قبلى)
وَقَالَ آخر
(إِن وهب بن سُلَيْمَان ... بن وهب بن سعيد)
(حمل الضرطة للرى ... على ظهر الْبَرِيد)
(استه ينْطق يَوْم ... الحفل بالْقَوْل الرشيد)
(لم يجد فِي القَوْل فَاحْتَاجَ ... إِلَى دبر مجيد)
وَقَالَ آخر
(وَمن الْحَوَادِث أَن وهبا خانه ... للحين وَالْقدر المتاح حذار)
(فغدا وضرطته شنار شَائِع ... شغلت بهَا عَن غَيرهَا الْأَشْعَار)
(وَمن البلية أَنَّهَا بِشَهَادَة القاضى ... فَلَيْسَ يزيلها الْإِنْكَار)
وَقَالَ أَحْمد بن أَبى طَاهِر
(يَا وهب إِن نَاقَة ... أظمأتها فوردت)
(ونفرت شاردة ... فأبرقت وأرعدت)
(لَو كنت لما وَردت ... عقلتها مَا شَردت)
وَقَالَ ابْن بسام
(سأذكر عَن بنى وهب امورا ... وَلَيْسَ االغمر كَالرّجلِ الْخَبِير)
(وأخلاق البغال إِذا استميحوا ... وضرط فى الْمجَالِس كالحمير)
(وُجُوه لَا تهش إِلَى المعالى ... وأستاه تهش إِلَى الأيور)
وَجرى بَين وهب وَبَين ابْن أَبى عون كَلَام فى مجْلِس عبيد الله بن عبد الله ابْن طَاهِر فتعدى وهب على ابْن أَبى عون فَقَالَ لَهُ على بن أَبى يحيى وَكَانَ فى الْمجْلس واحتمى لِابْنِ أَبى عون كم هَذَا التوثب فى مجَالِس الْأُمَرَاء والضراط فى مجَالِس الوزراء
ويحكى أَنه مَا سَمِعت للمهدى مزحه سوى قَوْله لِسُلَيْمَان بن وهب وَكَانَ فى رجله خف وَاسع يصوت يَا سُلَيْمَان خفك هَذَا ضراط فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ضرطة خير من ضغطة




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید