المنشورات

(أذواء الْيمن)

هم مُلُوكهَا وإياهم عَنى أَبُو نواس بقوله
(ودان أذواؤنا الْبَريَّة من ... معترها رَغْبَة وراهبها)
فَمنهمْ ذُو شناتر وَلم يكن من أهل الْملك وَلكنه من أَبنَاء المقاول وَكَانَ فظا غليظ الْقلب وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَا يسمع بِغُلَام ينشأ من أَبنَاء المقاول إِلَّا وَبعث إِلَيْهِ واستحضره فَبعث بِهِ وأفسده وَيُقَال إِنَّه بعث إِلَى غُلَام مِنْهُم يُقَال لَهُ ذُو نواس لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ ذؤابتان تنوسان على عَاتِقيهِ وَبِهِمَا سمى ذَا نواس فَأدْخل عَلَيْهِ وَمَعَهُ سكين لَطِيفَة قد خبأها فَلَمَّا دنا مِنْهُ وَعلم أَنه يُرِيد مِنْهُ الْفَاحِشَة شقّ بهَا بَطْنه واحتز رَأسه فَلَمَّا بلغ حمير مَا فعل ذُو نواس قَالُوا مَا نرى أحدا أَحَق بِالْملكِ مِمَّن أراحنا مِنْهُ فملكوا ذَا نواس وَهُوَ صَاحب الْأُخْدُود الذى ذكره الله تَعَالَى فى كِتَابه الْعَزِيز وَهُوَ الذى لما تهود تهود مَعَه أُمَم من النَّاس وَمِنْهُم ذُو الْمنَار وَقيل لَهُ ذُو الْمنَار لِأَنَّهُ أول من ضرب الْمنَار على طرقه فى غَزَوَاته ليهتدى بهَا فى مرجعه
وَمِنْهُم ذُو رعين يضْرب بِهِ الْمثل فى النِّعْمَة كَمَا قَالَ العلوى الحمانى
(وَيَوْم قد ظللت قرير عين ... بِهِ فى مثل نعْمَة ذى رعين)
(تفكهنى أَحَادِيث الندامى ... وتطربنى مثقفة الْيَدَيْنِ)
(فلولا خوف مَا تجنى الليالى ... قبضت على الفتوة باليدين)
وَمِنْهُم ذُو مرحب سمى بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يرحب بِهِ كل من رَآهُ وَكَانَ رحب الصَّدْر والباع هشا بشا
وَمِنْهُم ذُو بزن وَابْنه سيف الذى انتزع الْملك من الْحَبَشَة وَقد تمثل بِهِ من قَالَ لعبد الله بن طَاهِر
(اشرب هَنِيئًا عَلَيْك التَّاج مرتفقا ... بشاء مهر ودع غمدان لليمن)
(وَأَنت أولى بتاج الْملك تلبسه ... من هَوْذَة بن على وَابْن ذى يزن)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید