المنشورات

(بَنَات الْحَارِث بن هِشَام)

 يضْرب بِهن الْمثل فى الْحسن والشرف وَغَلَاء الْمهْر وأبوهن الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة المخزومى قَالَ الجاحظ بَنو مَخْزُوم ضرب بهم الْمثل ووصفوا فى كل غَايَة فَقيل أنبه من مخزومى وَكَانَت قُرَيْش وكنانة وَمن والاهم يؤرخون بِثَلَاثَة أَشْيَاء كَانُوا يَقُولُونَ كَانَ ذَلِك زمن بِنَاء الْكَعْبَة وَكَانَ ذَلِك عَام الْفِيل وَكَانَ ذَلِك عَام موت هِشَام قَالَ عبد الله بن ثَوْر الخفاجى
(فَأصْبح بطن مَكَّة مقشعرا ... كَأَن الأَرْض لَيْسَ بهَا هِشَام)
قَالَ الجاحظ وَهَذَا مثل وَفَوق الْمثل وَقَالَ مُسَافر بن أَبى عَمْرو
(تَقول لنا الركْبَان فى كل منزل ... أمات هِشَام أم أَصَابَكُم الجدب)
فَجعل مَوته وفقد الْغَيْث سَوَاء وَكَانَت بَنو مَخْزُوم تسمى رَيْحَانَة قُرَيْش لحظوة نسائها عِنْد الرِّجَال وَكَانَت الْجَارِيَة تولد لَاحَدَّ آل الْحَارِث بن هِشَام فتتباشر النِّسَاء بهَا ويرين أَهلهَا أَنهم أَغْنِيَاء لرغبة الْخطاب فِيهَا وَلذَلِك قَالَ ابْن هرمة من قصيدة
(وَمن لم يرد مدحى فَإِن قصائدى ... نوافق عِنْد الأكرمين سوام)
(نوافق عِنْد الْمُشْتَرى الْحَمد بالندى ... نفاق بَنَات الْحَارِث بن هِشَام)
وَلما زوج الْوَلِيد بن عبد الْملك ابْنه عبد الْعَزِيز بِأم حَكِيم بنت يحيى بن الحكم وَأمّهَا بنت عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَكَانَ يُقَال لَهَا الْوَاصِلَة لِأَنَّهَا وصلت الشّرف بالجمال أمهرها بِأَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَقَالَ لجرير وعدى بن الرّقاع أغدوا على فقولا فى عبد الْعَزِيز وَأم حَكِيم فَغَدوْا عَلَيْهِ وأنشده جرير قصيدة مِنْهَا
(ضم الإِمَام إِلَيْهِ أكْرم حرَّة ... فِي كل حالات من الْأَحْوَال)
(حكمِيَّة علت الحرائم كلهَا ... بمفاجر الْأَعْمَام والأخوال)
(فَإِذا النِّسَاء تفاضلت ببعولة ... فضلتهم بالسيد المفضال)
ثمَّ قَامَ عدي فَأَنْشد
(قمر السَّمَاء وشمسها اجْتمعَا ... بالسعد مَا غابا وَمَا طلعا)
(ماورات الأستار مثلهمَا ... فِيمَن رأى مِنْهُم وَمن سمعا)
(دَامَ السرُور لَهُ بهَا وَلها ... وتهنيا طول الْحَيَاة مَعًا)
فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد لَئِن أقللت فَلَقَد أَحْسَنت وَأمر لَهُ بِضعْف مَا أَمر لجرير وعدى هَذَا أول من شبه الزَّوْجَيْنِ بالشمس وَالْقَمَر وَمِنْه اخذ الشُّعَرَاء هَذَا التَّشْبِيه وَأَكْثرُوا




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید