المنشورات

(وَجه النَّهَار)

وَجه النَّهَار أَوله وَقد نطق الْقُرْآن بذلك وَيُقَال بدا وَجه النَّهَار وطر شَاربه إِذا ابتدأت الظلمَة فِيهِ
وَمن استعارات الْوَجْه قَوْلهم وَجه الدَّهْر وَوجه الأَرْض وَوجه الْأَمر وَوجه الْقَوْم للرئيس وَوجه التخت للثوب النفيس وَمن استعارات أَبى الْعَتَاهِيَة للْوَجْه قَوْله
(يَا عاشق الدُّنْيَا يغرك وَجههَا ... ولتندمن إِذا رَأَيْت قفاها)
وَمن استعارات أَبى تَمام لذَلِك قَوْله وَهُوَ يُعَاتب
(فَمَا بَال وَجه الشّعْر أغبر قاتما ... وأنف الْعلَا من عطلة الشّعْر راغم)
وَقَوله
(كم ماجد سمح تنَاول جوده ... مطل فَأصْبح وَجه آمله قفا)
وَقَوله وَهُوَ يمدح بَدْرًا
(بدر إِذا الْإِحْسَان قنع لم يزل ... وَجه الصنيعة عِنْده مكشوفا)
(وَإِذا غَدا الْمَعْرُوف مَجْهُولا غَدا ... مَعْرُوف كفك عِنْده مَعْرُوفا)
وَمن استعارات أَبى الْفَتْح كشاجم للْوَجْه قَوْله
(يَا معرضًا عَنى بِوَجْه مُدبر ... ووجوه دُنْيَاهُ عَلَيْهِ مقبله)
(هَل بعد حالك هَذِه من حَالَة ... أَو غَايَة إِلَّا انحطاط المنزله)
وَلم اجد فى الشُّعَرَاء أحسن تَصرفا فى اسْتِعَارَة الْوَجْه من ابْن المعتز فَإِنَّهُ جَاءَ بِالسحرِ الْحَلَال حَيْثُ قَالَ
(تفقد مساقط لحظ الْمُرِيب ... فَإِن الْعُيُون وُجُوه الْقُلُوب)
(وطالع بوادره فى الْكَلَام ... فَإنَّك تجنى ثمار الغيوب)
وَقَالَ آخر
(ألم تستحى من وَجه المشيب ... وَقد ناداك بالوعظ الْمُصِيب)
(أَرَاك تعد للآمال ذخْرا ... فَمَا أَعدَدْت للأجل الْقَرِيب)
وَقَالَ
(قد لعمرى أَطَالَ عَنَّا صدودا ... وَجه دهر قَاس قَلِيل الْحيَاء)
(وضع الْجَهْل ثمَّ قَالَ اجهدوا جهدكم ... يَا معاشر الْعُقَلَاء)
وَقَالَ
(دع النَّاس قد طالما أتبعوك ... ورد إِلَى الله وَجه الأمل)
(وَلَا تطلب الرزق من طالبيه ... واطلبه مِمَّن بِهِ قد كفل)
وَقَالَ
(وَلَقَد أخضب سيفى ورمحى ... ووجوه الْمَوْت سود وحمر)
وَقَالَ فى الْخَيل
(زينتها غرر ضاحكات ... كبدور فى وُجُوه الليالى)
وَقَالَ فى فصوله الْقصار لَا تَشِنْ وَجه الْعَفو بالتأنيب
وَقَالَ مَا أبين وُجُوه الْخَيْر وَالشَّر فى مرْآة الْعقل إِن لم يصدئها الْهوى فَأَما قَول البحترى
(فسلام على جنابك والمنهل ... فِيهِ وربعك المأنوس)
(حَيْثُ فعل الْأَيَّام لَيْسَ بمذموم ... وَوجه الزَّمَان غير عبوس)
فَهُوَ من أحسن هَذِه الْوُجُوه كلهَا وآخذها بِمَجَامِع الْقُلُوب وَلم يقصر من قَالَ
(لَا تألمن شحوب وَجهك بَعْدَمَا ... بيضت للسُّلْطَان وَجه الْمشرق)




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید