المنشورات

(لِسَان الْحَال)

قَالَ بعض بلغاء الْحُكَمَاء لِسَان الْحَال أنطق من لِسَان الْمقَال وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى اشار البحترى بقوله
(هَل تصغين لأخ يَقُول بِحَالهِ ... مستغنيا عَن قَوْله بِلِسَانِهِ)
(زلت بعقوته الخطوب طوارقا ... فتخونته وَأَنت من إخوانه)
وأنشدنى ابو نصر مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار العتبى لنَفسِهِ
(لَا تحسبن بشاشتى لَك عَن رضَا ... فوحق فضلك إننى أتملق)
(وَإِذا نطقت يشْكر برك مفصحا ... فلسان حالى بالشكاية أنطق)
وَمن الأستعارات الْحَسَنَة للسان قَول بَعضهم لكل شئ لِسَان ولسان الزَّمَان الشّعْر وَقَول الآخر الإستطالة لِسَان الْجَهْل وَقَول بعض الفلاسفة الْخط لِسَان الْيَد
وَكَانَ يُقَال لِأَبْنِ العميد لِسَان المشرفى
وَلابْن المعتز من رِسَالَة يعز على أَن يكثر دون تلاقينا عدد الْأَيَّام وتعبر عَن ضمائرنا السن الأقلام
وللصاحب وقفت الشَّمْس للغبار وشافه اللَّيْل لِسَان النَّهَار ولأبى نصر العتبى لِسَان التَّقْصِير قصير
وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فى وصف الْمِيزَان
(وَلَقَد نظرت إِلَى حُكُومَة حَاكم ... بِلِسَانِهِ يقْضى وَلَا يتَكَلَّم)
وَقَالَ آخر
(لِسَان الدمع أفْصح من لسانى ... فَلَا تسْأَل سواهُ بِعلم شانى)
وَقَالَ آخر فى وصف شمعة
(إِذا غازلتها الصِّبَا حركت ... لِسَان من الذَّهَب الأملس)
وَقَالَ السرى فى وصف لَيْلَة بَارِدَة
(وَقد سفر الْبَرْق عَن شدَّة ... لِسَان السَّمَاء بهَا نَاطِق)
وَقَالَ بَعضهم فى وصف الفقاع
(شيخ يسيل لَهُ لِسَان طارد ... بالبرد حر حِمَاره المتوهج)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید