المنشورات

(روغان الثَّعْلَب)

 يضْرب الْمثل بخبثه ومكره وحيلته ودهائه قَالَ طرفَة
(كم من خَلِيل كنت خاللته ... لَا ترك الله لَهُ واضحه)
(كلهم أروغ من ثَعْلَب ... مَا أشبه اللَّيْلَة بالبارحة)
وللصابى من رِسَالَة فى وصف الصَّيْد والمتصيد ومعنا فهود أخطف من البروق وأثقف من الليوت وأجرى من الغيوث وأمكر من الثعالب وأدب من العقارب وَأنزل من الجنادب
قَالَ الجاحظ الثَّعْلَب جبان جدا مستضعف وَلكنه مفرط الْخبث وَالْحِيلَة يجرى مجْرى كبار السبَاع قَالَ وَمن خبثه ودهائه أَن لَهُ حِيلَة عَجِيبَة فى طلب مقتل الْقُنْفُذ فَإِنَّهُ إِذا مد شوك فروته واستدار كَأَنَّهُ كرة قرب من ظَهره فَبَال عَلَيْهِ فَإِذا فعل ذَلِك انبسط الْقُنْفُذ فعندما يقبض على مراق بَطْنه
قَالَ وَمن الْعجب فى قسْمَة الأرزاق أَن الذِّئْب يصيد الثَّعْلَب فيأكله والثعلب يصيد الْقُنْفُذ فيأكله والقنفذ يصيد الأفعى فيأكلها والحية تصيد الْفَأْرَة فتأكلها والفأرة تصيد الْفِرَاخ وبيض كل شئ فى أفحوصته فتأكله والعصفور يصيد الزنبور فيأكله والزنبور يصيد النحلة فيأكلها والنحلة تصيد الذبابة فتأكلها والذبابة تصيد الْبَعُوضَة وَلَا بُد للصائد من أَن يصاد وكل صَغِير فَهُوَ يَأْكُل مِمَّا هُوَ أَصْغَر مِنْهُ وكل قوى فَهُوَ يَأْكُل مَا هُوَ أقل مِنْهُ وَالنَّاس فى بَعضهم بَعْضًا على شبه بذلك وَإِن قصروا عَن ذَلِك الْمِقْدَار وَقد جعل الله بَعْضهَا حَيَاة لبَعض وَبَعضهَا موتا لبَعض
وذم رجل رجلا فَقَالَ اجْتمعت فِيهِ ثَلَاث طبيعة العقعق يعْنى السّرقَة وروغان الثَّعْلَب يعْنى الْخبث ولمعان الْبَرْق الخلب يعْنى الْكَذِب





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید