المنشورات

(حسن الديك)

 يضْرب بِهِ الْمثل كَمَا يضْرب بِحسن الطاوس قَالَ الجاحظ كَانَ جَعْفَر بن سعيد يزْعم أَن الديك أحسن من الطاوس وَأَنه مَعَ حسنه وانتصابه واعتداله وتقلعه إِذا مَشى سليم من مقابح الطاوس وَمن موقه وقبح صورته وَمن تشاؤم أهل الدَّار بِهِ وَمن قبح رجلَيْهِ وَمن نذالته وَكَانَ يزْعم أَنه لَو ملك طاوسا لألبسه خفا وَكَانَ يَقُول وَإِنَّمَا يفخر لَهُ بالتلاوين وبتلك التعاريج والتهاويل الَّتِى لألوان ريشه ولربما رَأَيْت الديك النبطى وَفِيه شبه بذلك إِلَّا أَن الديك أَجْهَل من الدراج لمَكَان الِاعْتِدَال والانتصاب والإشراف وَأسلم من الْعُيُوب من الطاوس
وَكَانَ يَقُول وَلَو كَانَ الطاوس أحسن من الديك النبطى فى تلاوين ريشه فَقَط لَكَانَ فضل الديك عَلَيْهِ باعتدال الْقد والخرط وبفضل حسن الانتصاب وجوده الإشراف أَكثر من فضل حسن ألوانه على ألوان الديك ولكان السَّلِيم من الْعُيُوب فى الْعين أجمل لاعتراض تِلْكَ الْخِصَال القبيحة على حسن الطاوس فى عين النَّاظر إِلَيْهِ وَأول منَازِل الْحَمد السَّلامَة من الذَّم
وَكَانَ يزْعم أَن قَول النَّاس فُلَانَة أحسن من الطاوس وَمَا فلَان إِلَّا طَاوس وَأَن قَول الشَّاعِر
(خدودها مثل طواويس الذَّهَب ... )
إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الْعَامَّة لَا تبصر الْجمال ولفرس رائع كريم أحسن من كل طَاوس فى الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ الرجل وَالْمَرْأَة وَإِنَّمَا ذَهَبُوا من حسنه إِلَى حسن ريشه فَقَط وَلم يذهبوا حسن إِلَى تركيبه وتنصبه كحسن البازى وانتصابه وَلم يذهبوا إِلَى أَعْضَائِهِ وجوارحه وَإِلَى الثِّيَاب وَالْوَجْه الذى فِيهِ





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید