المنشورات

(نسر لُقْمَان)

 الْعَرَب تضرب الْمثل بطول عمر النسْر وتزعم أَنه يعِيش خَمْسمِائَة سنة وَأَن لُقْمَان بن عَاد خير فَاخْتَارَ عمر سَبْعَة أنسر فأوتى سؤله فَكَانَ يَأْخُذ فرخ النسْر فَيَجْعَلهُ فى خربة من الْجَبَل الذى هُوَ فى أَصله فَإِذا استوفى عمره أَخذ فرخا آخر فَوَضعه مَكَان الآخر إِلَى آخر النسور وأطولها عمرا لبد الذى يُقَال لَهُ نسر لُقْمَان وَيضْرب مثلا فى طول الْعُمر والبقاء فَيُقَال اتى أَبَد على لبد
و (أخنى عَلَيْهِ الذى أخنى على لبد ... ) قَالَ لبيد
(وَلَقَد جرى لبد فَأدْرك جريه ... ريب الْمنون وَكَانَ غير مثقل)
(لما رأى لبد النسور تطايرت ... رفع القوادم كالكسير الأعزل)
(من تَحْتَهُ لُقْمَان يَرْجُو نهضة ... وَلَقَد رأى لُقْمَان أَلا يأتلى)
قَالَ الجاحظ إِن أَحْسَنت الْأَوَائِل فى ذكر نسر لُقْمَان فقد أحسن بعض الْمُحدثين وَهُوَ الخزرجى وَذكره وَضرب الْمثل بِهِ وبصحة بدن الْغُرَاب حِين ذكر طول عمر معَاذ بن مُسلم بن رَجَاء مولى الْقَعْقَاع بن شور وَكَانَ من المعمرين طعن فى السن مائَة وَعشْرين سنة وَهُوَ قَوْله
(إِن معَاذ بن مُسلم رجل ... لَيْسَ لميقات عمره أمد)
(قد شَاب رَأس الزَّمَان واكتهل الدَّهْر ... وأثواب عمره جدد)
(قل لِمعَاذ إِذا مَرَرْت بِهِ ... قد ضج من طول عمرك الْأَبَد)
(يَا نسر لُقْمَان كم تعيش وَكم ... تخلق ثوب الْحَيَاة يالبد)
(قد أَصبَحت دَار دارم خاوية ... وَأَنت فِيهَا كَأَنَّك الوتد)
(تسْأَل غربانها إِذا نعقت ... كَيفَ يكون الصداع والرمد)
(مصححا كالظليم ترفل فى ... برديك مِنْك الجبين يتقد)
(صاحبت نوحًا ورضت بغلة ذى ... القرنين شَيخا لولدك الْوَلَد)
(مَا قصر الْمجد يَا معَاذ وَلَا ... زحزح مِنْك الثراء وَالْعدَد)
(فاشخص وَدعنَا فَإِن غايتك الْمَوْت ... وَإِن شدّ ركنك الْجلد)
وَقد أحسن ابْن طَبَاطَبَا فى قَوْله
(بأبى الذى أَنا فى لذاذة عمره ... مستقرض أَعمار سَبْعَة أنسر)
(مد الْهوى بينى وَبَيْنك غَايَة ... أدنى مداها خلق يَوْم الْمَحْشَر)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید