المنشورات

(هدهد سُلَيْمَان)

يضْرب مثلا للْإنْسَان الحقير يدل على الْملك الخطير قَالَ بعض الْعلمَاء للْعلم دَالَّة يعتز بهَا الصَّغِير على الْكَبِير والمملوك على الْمَالِك أَلا ترى أَن الهدهد وَهُوَ من محقرات الطير قَالَ لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ الذى أُوتى ملكا لَا ينبغى لأحد من بعده {أحطت بِمَا لم تحط بِهِ وجئتك من سبإ بنبإ يَقِين}
قَالَ الجاحظ هدهد سُلَيْمَان هُوَ الذى كَانَ يدل سُلَيْمَان على مَوَاضِع الْمِيَاه فى قعور الْأَرْضين إِذا أَرَادَ استنباط شىء مِنْهَا ويروى أَن نجدة الحرورى قَالَ لِابْنِ عَبَّاس إِنَّك تَقول إِن هدهد سُلَيْمَان كَانَ إِذا نقر الأَرْض عرف مَسَافَة مَا بَينه وَبَين المَاء وَهُوَ لَا يبصر الفخ دون التُّرَاب حَتَّى إِذا نقر الْحبَّة انْضَمَّ عَلَيْهِ الفخ قَالَ أجل إِذا جَاءَ الْقدر عمى الْبَصَر وفى رِوَايَة أُخْرَى إِذا جَاءَ الْحِين غطى الْعين قَالَ تَعَالَى {وتفقد الطير فَقَالَ مَا لي لَا أرى الهدهد أم كَانَ من الغائبين} لما دخلت على الِاسْم الْألف وَاللَّام جعلته معرفَة فَدلَّ بذلك على أَنه لم يكن هدهدا من عرض الهداهد بل كَانَ هدهدا بِعَيْنِه مَخْصُوصًا بِمَا لَا يخْتَص بِهِ غَيره
وَقَالَ وَلَو أَنكُمْ حملتم جَمِيع الهداهد على حكم هدهد سُلَيْمَان وَجَمِيع الْغرْبَان على حكم غراب نوح وَجَمِيع الْحمام على حكم حمامة السَّفِينَة وَجَمِيع الذئاب على حكم ذِئْب اهبان بن أَوْس وَجَمِيع الْحمير على حكم حمَار العزير لَكَانَ ذَلِك حكما مردودا
وَقد تعرض لخصائص الْأُمُور أَسبَاب فى دهر الْأَنْبِيَاء ونزول الوحى لَا يعرض مثلهَا فى غير زمانهم عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید