المنشورات

(دَار الندوة)

مُشْتَقَّة من الندى والنادى وَهُوَ الْمجْلس يضْرب بهَا الْمثل فى انتياب النَّاس إِيَّاهَا واجتماعهم بهَا وهى دَار قصى ابْن كلاب بِمَكَّة كَانَت تُوضَع فِيهَا الرفادة وَلَا تزوج قرشية وَلَا قرشى إِلَّا بهَا وَلَا يعْقد لِوَاء الْحَرْب إِلَّا فِيهَا ثمَّ تنقلت بهَا الْأَمْلَاك بعده حَتَّى صَارَت فى يَد أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصى وَولده وَآخر من وَليهَا مِنْهُم حَكِيم بن حزَام وَكَانَ ولد فى الْكَعْبَة وَذَلِكَ أَن أمه دخلت الْكَعْبَة مَعَ نسْوَة من قُرَيْش وهى حَامِل بِهِ فضربها الْمَخَاض فى الْكَعْبَة وأعجلها عَن الْخُرُوج فَأتيت بنطع فَوضع تحتهَا فَوضعت حكيما على النطع وَلم يكن يدْخل دَار الندوة أحد من قُرَيْش لمشورة حَتَّى يبلغ أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا حَكِيم بن حزَام فَإِنَّهُ دَخلهَا وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَجَاء الْإِسْلَام وَدَار الندوة بيد حَكِيم فَبَاعَهَا بعد من مُعَاوِيَة بِمِائَة ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ عبد الله بن الزبير بِعْت مكرمه قُرَيْش فَقَالَ حَكِيم ذهبت المكارم إِلَّا من التَّقْوَى يَا بن أخى إنى اشْتريت بهَا بَيْتا فى الْجنَّة أشهدك أَنى جعلت ثمنهَا فى سَبِيل الله وَكَانَ حَكِيم أحد الْأَرْبَعَة الَّذين قَالَ فيهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن بِمَكَّة أَرْبَعَة من قُرَيْش أَرغب بهم عَن الشّرك وأرغب لَهُم فى الْإِسْلَام قيل وَمن هم يَا رَسُول الله قَالَ عتاب بن أسيد وَجبير بن مطعم وَحَكِيم ابْن حزَام وَسُهيْل بن عَمْرو فرزقوا كلهم الْإِسْلَام
وَكَانَ حَكِيم يفعل الْمَعْرُوف ويصل الرَّحِم ويحض على الْبر عَاشَ فى الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ سنة وفى الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید