المنشورات

(دَار الْبِطِّيخ)

يُبَاع فِيهَا جَمِيع الْفَوَاكِه والرياحين وتنسب إِلَى الْبِطِّيخ وَحده وَقد ضرب بهَا ابْن لنكك مثلا فَأحْسن حَيْثُ قَالَ يهجو أَبَا الهندام كلاب بن حَمْزَة الشَّاعِر الْمُقِيم بديار ربيعَة
(أَنْت ابْن كل البرايا لَكِن اقتصروا ... على ابْن حَمْزَة وَصفا غير تشميخ)
(كدار بطيخ تحوى كل فَاكِهَة ... وَمَا اسْمهَا الدَّهْر إِلَّا دَار بطيخ)
قَالَ الجاحظ فى كتاب الْأَمْصَار أَكثر الدّور غلَّة ثَلَاث دَار الْبِطِّيخ بسر من رأى وَدَار الزبير بِالْبَصْرَةِ وَدَار الْقطن بِبَغْدَاد
وَقَالَ الصولى كنت يَوْمًا عِنْد عبد الله بن طَاهِر فَجرى بَين يَدَيْهِ ذكر قصيدة ابْن الرومى النونية الَّتِى فى أَبى الصَّقْر فَقَالَ عبد الله هى دَار الْبِطِّيخ فَضَحِك الْجَمَاعَة فَقَالَ اقْرَءُوا نسيبها فانظروا أهى كَمَا قلت أم لَا وَقد ظرف عبيد الله فَإِن نسيبها قَوْله
(أجنت لَك الوجد أَغْصَان وكثبان ... فهن نَوْعَانِ تفاح ورمان)
(وَفَوق ذَيْنك أعناب مهدلة ... سود لَهُنَّ من الظلماء ألوان)
(وَتَحْت هاتيك عناب تلوح بِهِ ... أطرافهن قُلُوب الْقَوْم قنوان)
(غصون بَان عَلَيْهَا الدَّهْر فَاكِهَة ... وَمَا الْفَوَاكِه مِمَّا يحمل البان)
(ونرجس يات كسر الطل يضْربهُ ... وأقحوان مُنِير النُّور رَيَّان)
(الْفَنّ من كل شىء طيب حسن ... فهن فَاكِهَة شَتَّى وَرَيْحَان)
(ثمار صدق إِذا عَايَنت ظَاهرهَا ... لَكِنَّهَا حِين تبلو الطّعْم خطان)
(بل حلوة مرّة طورا يُقَال لَهَا ... أرى وطورا يَقُول النَّاس ذيفان)
وَذكر أَبُو نصر سهل بن الْمَرْزُبَان فى كِتَابه كتاب أَخْبَار الوزراء أَن ابْن الرومى عمل قصيدته فى أَبى الصَّقْر الَّتِى أَولهَا
(أجنت لَك الوجد أَغْصَان وكثبان ... )
فبلغت الْأَخْفَش فَقَالَ إِذا يكون الْوَزير ملازما لدار الْبِطِّيخ فحكيت كَلمته لِابْنِ الرومى فهجاه بقصيدة ثمَّ عاود رعونته فمزق عرضه بالهجاء فى عدَّة قصائد




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید