المنشورات

(رِدَاء الْعِزّ)

قد أحسن البحترى فى قَوْله وأجراه مجْرى الْمثل السائر
(أصَاب الدَّهْر دولة آل وهب ... ونال اللَّيْل مِنْهَا وَالنَّهَار)
(أعارهم رِدَاء الْعِزّ حَتَّى ... تقاضاهم فَردُّوا مَا استعاروا)
وللشعراء استعارات فى الرِّدَاء فى نِهَايَة الْحسن كَقَوْلِهِم رِدَاء الشَّمْس ورداء الشَّبَاب ورداء الفتوة ورداء النُّور ورداء الْجمال ورداء اللَّهْو وَغَيرهَا قَالَ طرفَة
(وَوجه كَأَن الشَّمْس أَلْقَت رداءها ... عَلَيْهِ نقى اللَّوْن لم يتخدد)
وَلما أنْشد النمرى الرشيد قصيدته الَّتِى أَولهَا
(مَا تنقضى حسرة منى وَلَا جزع ... إِذا ذكرت شبَابًا لَيْسَ يرتجع)
(مَا كنت أوفى شبابى كنه عزته ... حَتَّى انْقَضى فَإِذا الدُّنْيَا لَهُ تبع)
فَبكى الرشيد وَقَالَ مَا خير دنيا لَا يحظى فِيهَا برداء الشَّبَاب وَقَالَ البحترى
(خلياه وحدة اللَّهْو مادام ... رِدَاء الشَّبَاب غضا جَدِيدا)
(إِن أَيَّامه من الْبيض بيض ... مَا رأين المفارق السود سُودًا)
وَقَالَ أَيْضا
(رقة النُّور واهتزاز الْقَضِيب ... خَبرا مِنْك عَن أغر نجيب)
(فى رِدَاء من الفتوة فضفاض ... وعهد من التصابى قريب)
وَقَالَ ابْن المعتز
(خليلى اتركا قَول النصيح ... وقوما فامزجا رَاحا برِيح)
(فقد نشر الصَّباح رِدَاء نور ... وهبت للندى أنفاس ريح)
وَقَالَ نصر الخبزأرزى
(نسيم عبير فى غلالة مَاء ... وتمثال نور فى أَدِيم هَوَاء)
(تسربل سربالا من الْحسن وارتدى ... رداءى جمال طرزا ببهاء)
وَقَالَ الصنوبرى
(أَلْقَت رِدَاء اللَّهْو عَن عاتقى ... خمس وَخَمْسُونَ مَضَت وَاثْنَتَانِ)
وَلما قَالَت امْرَأَة خَالِد بن صَفْوَان لَهُ إِنَّك لجميل قَالَ كَيفَ وَمَا على برنس الْجمال وَلَا عموده وَلَا رِدَاؤُهُ وَلَكِن قولى إِنَّك لمليح يعْنى ببرنس الْجمال الشّعْر وبعموده الْقد وبردائه الْبيَاض




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید