المنشورات

(صمصامة عَمْرو)

صمصامة عَمْرو بن معدى كرب أشهر سيوف الْعَرَب وَبهَا يضْرب الْمثل فى كرم الْجَوْهَر وَحسن المنظر والمخبر والمضاء والتصميم وَكَانَ عَمْرو وَهُوَ فَارس الْيمن حسن الِاسْتِعْمَال لَهُ فى الْجَاهِلِيَّة كثير الْعِنَايَة بِهِ فى الْإِسْلَام وَفِيه يَقُول من شعر
(سِنَان مَا حق لَا عيب فِيهِ ... وصمصامى يصم إِلَى الْعِظَام)
قَالَ عبد الله بن الْعَبَّاس لبَعض اليمانيين لكم من السَّمَاء نجمها وَمن الْكَعْبَة ركنها وَمن السيوف صمصامها يعْنى سهيلا والركن اليمانى وصمصامة عَمْرو وَمِمَّنْ تمثل بهَا من الْمُتَقَدِّمين عميثل بن جزى فى قَوْله
(أغر كمصباح الدجنة يتقى ... قذى الزَّاد حَتَّى يُسْتَفَاد أطايبه)
(أَخ ماجد ماخاننى يَوْم مشْهد ... كَمَا سيف عَمْرو لم تخنه مضاربه)
وَلما وَهبهَا عَمْرو لخَالِد بن الْعَاصِ عَامل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْيمن قَالَ فِيهِ عَمْرو بن معد يكرب
(خَلِيل لم أخنه وَلم يخنى ... إِذا مَا الْخطب أنحى بالعظام)
(خَلِيل لم أهبه عَن قلاء ... وَلَكِن التواهب للكرام)
(حبوت بِهِ كَرِيمًا من قُرَيْش ... فسر بِهِ وصين عَن اللئام)
(وودعت الصفى صفى نفسى ... على الصمصام أَضْعَاف السَّلَام)
فَلم يزل فى آل سعد إِلَى أَيَّام هِشَام بن عبد الْملك فَاشْتَرَاهُ خَالِد بن عبد الله القسرى بِمَال خطير وأنفذه إِلَى هِشَام وَقد كَانَ كتب إِلَيْهِ فِيهِ فَلم يزل عِنْد بنى مَرْوَان حَتَّى زَالَ الْأَمر عَنْهُم ثمَّ طلبه السفاح والمنصور والمهدى فَلم يجدوه وجد الهادى فى طلبه حَتَّى ظفر بِهِ فجرده ودعا بمكتل من دَنَانِير وَقَالَ لحاجبه ائْذَنْ لمن بِالْبَابِ من الشُّعَرَاء فَلَمَّا دخلُوا أَمرهم أَن يَقُولُوا فِيهِ فَقَالُوا وأطالوا وَلم يَأْتُوا بطائل فَقَامَ أَبُو الهول الحميرى وَأَنْشَأَ يَقُول
(حَاز صمصامة الزبيدى عَمْرو ... من جَمِيع الْأَنَام مُوسَى الْأمين)
(سيف عَمْرو وَكَانَ فِيمَا سمعنَا ... خير مَا أغمدت عَلَيْهِ الجفون)
(أَخْضَر اللَّوْن بَين خديه برد ... من ذباح تميس فِيهِ الْمنون)
(أوقدت فَوْقه الصَّوَاعِق نَارا ... ثمَّ سَالَتْ بِهِ الرعاف الْمُتُون)
قَالَ الجاحظ يزْعم كثير من النَّاس أَن بعض السيوف من نيران الصَّوَاعِق وَذَلِكَ شَائِع على أَفْوَاه الْأَعْرَاب
(فَإِذا مَا سللته بهر الشَّمْس ... ضِيَاء فَلم تكد تستبين)
(وَكَأن الفرند والجوهر الجارى ... على صفحتيه مَاء معِين)
(نعم مِخْرَاق ذى الحفيظة يَوْم الروع ... يعْصى بِهِ وَنعم القرين)
(مَا يبالى إِذا الضريبة حانت ... أشمال سطت بِهِ أم يَمِين)
(وَكَأن الْمنون شطت إِلَيْهِ ... فَهُوَ من كل جانبيه منون)
فَقَالَ الهادى السَّيْف لَك والمكتل فَأَخذهُمَا وَفرق على الشُّعَرَاء الدَّنَانِير وَقَالَ لَهُم دَخَلْتُم معى وحرمتم من أجلى وَلَيْسَ فى السَّيْف عوض
وَذكر أَبُو هفان أَن صَاحب هَذِه القصيدة يَامِين البصرى وَقَالَ غَيره هُوَ أَبُو الهول وَهُوَ الْقَائِل فى وصف هَذَا السَّيْف
(كَأَن على متنيه أمواج لجة ... تففأ فى ضحضاحة وتطول)
(كَأَن صغَار الذَّر كسرن فَوْقه ... عُيُون جَراد بَينهُنَّ ذحول)
(حسام غَدَاة الروع مَاض كَأَنَّهُ ... من الله فى قبض النُّفُوس رَسُول)
وَأما يَامِين فَهُوَ الْقَائِل
(نصل كَأَن المنايا جند طَاعَته ... فى طوله قصر إِلَّا عَن الْقصر)
(أمضى من الْأَجَل الماضى وأنفذ من ... جارى الْقَضَاء واضوا من سنا الْقَمَر)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید