المنشورات

(سر الزجاجة)

يضْرب مثلا لما لَا يكتم من الْأَسْرَار لِأَن الزجاجة جَوْهَر لَا يكتم فِيهِ شئ لما فى جرمه من الضياء
وَكتب ابْن المعتز إِلَى صديق لَهُ أقلل من فلَان نصيبك فَإِنَّهُ أنم من زجاجة على مَا فِيهَا وللسرى فى هَذَا الْمَعْنى ملح لم أر مثلهَا حسنا وبراعة فَمِنْهَا قَوْله وَهُوَ يُعَاتب صديقا لَهُ أسر لَهُ حَدِيثا فأذاعه
(لسَانك السَّيْف لَا يخفى لَهُ أثر ... وَأَنت كالصل لَا تبقى وَلَا تذر)
(سرى إِلَيْك كأسرار الزجاجة لَا ... يخفى على الْعين مِنْهَا الصفو والكدر)
(فاحذر من السِّرّ كسرا لَا انجبار لَهُ ... فللزجاجة كسر لَيْسَ ينجبر)
وَمِنْهَا قَوْله
(رَأَيْتُك تبدى للصديق نوافذا ... عَدوك من أَمْثَالهَا الدَّهْر آمن)
(وَتكشف أسرار الأخلاء مازحا ... وَيَا رب مزح رَاح وَهُوَ ضغائن)
(سألقاك بالبشر الْجَمِيل مداهنا ... فلى مِنْك خل مذ عرفت مداهن)
(أنم بِمَا استودعته من زجاجة ... يرى الشئ مِنْهَا ظَاهرا وَهُوَ بَاطِن)
وَقَوله
(أُرِيد مِنْك ثمارا لست أخفيها ... وأرتجى الْحَال قد حلت أواخيها)
(أستودع الله خلا مِنْك أَو سعه ... ودا ويوسعنى غشا وتمويها)
(كَأَن سرى فى أحشائه لَهب ... فَمَا تطِيق لَهُ طيا حواشيها)
(قد كَانَ صدرك للأسرار جندلة ... ضنينة بالذى تخفى نَوَاحِيهَا)
(فَصَارَ من بَث مَا اسْتوْدعت جَوْهَرَة ... رقيقَة تستشف الْعين مَا فِيهَا)
وللأمير السَّيِّد أدام الله تأييده فى حل الْبَيْتَيْنِ الْأَخيرينِ قد كَانَ فى حفظ السِّرّ صَخْرَة لَا تنصدع فَأصْبح زجاجة لَا يحجب مَا فى ضمنه وَلَا يمْتَنع






مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید