المنشورات

المزاوجة

ذكرناها بعد الإشباع والقصر لأنهّا تغيير في الكلمة لتشاكل وزن أخرى فمنها عند العامّة: (الهَجَص) بالتحريك، فإن ذكروه مع (الخبْص) سكّنوا فقالوا: (خَبْص هَجْص). ويقولون: (يا كَبَدي يا وَلَدي) فإذا أفردوا قالوا: (كبْدَة). ومنه قولهم في المثل: (دوّر في دفاتيره، مالقاش الا غطا زيره) وهي دفاتره. وقولهم في المثل: (ألحس مسَنّى، وأيات مهّنّى) ليس من المزاوجة، لأنّ اسم المفعول من هذا الوزن يأتون به على وزن اسم الفاعل، فقولهم: معنىّ لم يكسروه ليزاوج مسنىّ بل هو كقولهم: مُبتلى. ونحوه أعمى طُرْشى، ما يُنْضرْشى: م المزاوجة. ومنها اتغدّى واتمدّى، واتعشىّ واتمشىّ، يريدون: تمدّد. فلان جاب الشُوم واللُوم - بضمّ اللاّم ضمّة صريحةً، مع أنّ قاعدتهم في مثله أن ينطقوا به اللّوْم.
ومن المزاوجة قولهم في الرّيف عند خسوف القمر: يا الله يا بنات الحُورْ، سَيبُه القمرِ ينُور. فإنهّم يقولون دائماً: نَوّر، وينّور، ولكن قالوا هنا يُنور، للمزاوجة مع الحُور. وقد ذكرنا هذه العادة في (خنق) من باب الخاء.
ومن المزاوجه قولهم: دخل بلا دستور، ولا حاضور، فإنّ أصله حاضر، أي يقول عند دخوله: دستور حاضر أي قد حضرت.
ومنها قولهم: صِفَتُه ونَعَتُه. ففتحوا العين لأنّ الفاء مفتوحة في الصّفة. ومنها قولهم في المثل: اللّي ماله خير في أباه ما تسترجاه، جاءوا بأباه بالألف للمزاوجة، لأنّهم لا يقولون إلاّ أبوه.
في أمثالهم: يشكو بالطَّشا، والبيات بلا عشا. وهو الطَّشاش جعلوه كذلك للازدواج. ومن أمثالهم: لولا الكاسورة ما كانت الفاخورة. ويظهر أنهّم أتوا بالكاسورة للازدواج، ثم استعملت في بعض الحمل بعد ذلك كقولهم: في إيده الكاسورة.
ومنه قولهم: مال الكُنَزِي للُنزهي. وهو مثل نسبوا أوّلاً إلى النُزَه جمع نزهة ثمّ زاوجوا فقالوا: كُنَزِي، وهم لا يقولون: كُنَز، ولكن كنْز. وقالوا: أمشير عقله زيّ عقيل الصّغير. ولم يقولوا هنا الصُغَيّر، ولعله للمزاوجة. 
ومن المزاوجة عندهم قولهم في المثل: إيه اللّي علّمك دي العُلّيمة، قال اللّي بيدوّم في الدُوّيمة، وهي عندهم: الدّوّامة. انظر قصّته في كراس الأمثال.
ومن المزاوجة المثل: اللّي يعجبه دي الكحل يكتحّل واللّي ما يعجبه يرتحل، فإنهم لا يقولون يكتحل بل يتكحل ..
ومنها قولهم في المثل: الكبرَ عبرَ، ويظهر أنهّم غيرّوا الكُبْر بذلك للازدواج، وهو من الفصيح الباقي في الأمثال ونحوها، فلعلّهم نطقوا به كما سمعوه ولم يراعوا الازدواج.
في مادة (حرّ) من القاموس: رماه الله بالحِرّة بعد القِرّة؛ كسر للازدواج.
المزاوجة البديعية غير المزاوجة اللغوية.
هَنَأني ومَرَأني، فإن أفرد فأمرأني؛ عن القاموس. وفي الشرح: للإتباع. قلنا: صوابه أن يقول للازدواج.
المرج، ويسكن مع الهَرْج ازدواجاً للكلام؛ عن القاموس وشرحه. مادّة (شكر) من المصباح: قولهم في القنوت: نشكرك ولا نكفرك: من الازدواج؛ في قول.
في (لقط) من المصباح: لكل ساقطة لاقطة، للازدواج.
مسائل ابن السيّد ص 286: لكل ساقطة لاقطة، أنّث لاقطة للازدواج.




مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید