المنشورات
بقايا الإعراب في العامية
تقول العامة: كلّمه بالآف والنون، يريدون القاف، والمقصود أنه أعرب في كلامه، وهي كناية عن شدة التدقيق في الكلام.
من بقايا الإعراب عند العامة قولهم: تبات نار تصبح رماد. لها رب يدبرها: مَثَل. ونعيماً لمن اغتسل. أو خرج من الحمام أو حلق شعره. قول بعضهم: نضْرَبو، ونشْرَبو، وهم لا يريدون نضربه بالضمير لعله من بقاء الإعراب في بعض الكلم، ولعل هذه اللغة خاصة باسكندرية. مما أبقوه على إعرابه قولهم: الإمامُ علي، في كل الأحوال. من بقايا الإعراب عند العامة قولهم: يا سلامُ سلّم، ونطقهم به (يا سلا مُسَلّم) أي بفترة خفيفة بين الكلمتين. قولهم: (ههات ده قَبْلَهْ) أي قبلا، من بقايا الإعراب. قول أهل الصعيد: لَهْ، في: لَهُ، أقرب للفصيح من قول غيرهم: لُهْ، وإن كان هذا له وجه في الوقف.
من الألفاظ الريفية الصحيحة قولهم: (النعش) لخشبة الميت، و (اللبا) في اللبأ الذي يسمونه في الأكثر المسمار. ومن ذلك قولهم: (يضرط) في يضرط، فقد نطقوا بها على أصلها، و (المرز) للقرص و (القنو) للسباطة بالأحراز. بعض أهل الصعيد يقولون: هُدْهُدْ، وسائرهم هِدْهد، وكذلك الوجه البحري والمدن.
قالوا في المثل: كل شنْ له يشبهنْ له، أي كل شيء له ما يشبهه. أبقوا تنوين الجر فيه. وليس هو للجر عندهم وإنما جرياً على قاعدتهم إذا نونوا في الأمثال وما شاكلها جرّوا.
ويقول بعضهم: يشبهلّه، فيدغم النون في اللام. قول العامة: عبد المأمور هو عبدٍ مأمور، نونوه بالجر كعادتهم. والعامة تقول: عملته غًصْبِنْ عَنُّه، أي غصباً، ولكنهم نونوه بالجر.
في المجموعة (رقم 667 شعر) ص 34: مطلع زجل، فيه (وكل شيء) ولا يوزن إلاّ بالتنوين، والجر ليس للإضافة بل هو كعادتهم. ومن بقايا الإعراب عند العامة قولهم في الأمثال: كل مفعولٍ جايز. ويلاحظ أن التنوين بالجر هنا على عادتهم لا لأنه مجرور. ومنه قولهم: ندرٍ عليّ أفعل كذا، وقولهم: بعد عمرٍ طويل.
مصادر و المراجع :
١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية
المؤلف: أحمد بن
إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)