المنشورات

لغة اللاشعور

يزعم بعض البنيويين أنهم اكتشفوا اللاشعور لا
باعتباره جوهرا بل بننية تحل محل الذاتية ‎٠‏ وتلك البنية
لها لغتها ‎٠‏ فليس اللاشعور مخزنا أو مستودعا للغرائز بل
موضعا يتميز بميزة القول آو الكلام ‎٠‏ فالحالة النفسية تتكلم والاحلام الاعيب لغوية رمزية والمرض النفسي يتكلم
عبر أعراضه & فالعرض المرضي دال على مدلول قد تم
كبته واخفاؤه في اللاشعور ‎٠‏ والجنون بمثابة كلام لم ينجح
صاحبه في التعبير عن نفنه ‎٠‏ وكل ما سبق مقال بغير قائل
وكلام بلا ذات ‎٠‏ أي قول لا تنطق فيه الذات بقدر ما ينطق
باسمها ‎٠‏ وليس اللاشعور جوهرا له حياته الخاصة المستقلة
عن الشعور ويواجه الثقافة الاجتماعية » بل هو نسق يتالف
من شبكات أو عقد من الدلالات ‎٠‏ فاللاشعور هو لفة أو
حديث الآخر ص لسان حال ذلك ( الهو ) الذي يتكلم في
باطن الذات بضمير المتكلم أو المخاطب ‎٠‏ وليست اللغة نتاجا
للذات بل هي التي تكون الذات وتضفي عليها كل مالها
من دلالة ‎٠‏ والبنية اللاشعورية اللغوية لا تصدر عن الوقائع
أو تتشكل منها أو تشتق » فهي اعمق من الوقائع والعناصر
باعتبارها التربة الدفينة التي تتأصل فيها جذور الواقع
من جهة وصور الخيال من جهة أخرى © فنظام البنية
اللاشعورية مضدر كل نظام آخر ‎٠‏ ومصدر لغة الرمز هذه
التي تتكلمعبر كل فجوات المقال البشري هو. الرغبة في
الآخر + وهي لا تشعر بذاتها ولا تتكون الا بالآخر وساطة
اللغة حينما تكتسب الربة طابعا انسانيا ‎٠‏ وتتحدد
الرغبة من خلال اللفة دون ان تكون اللغة مساوية لها
تماما ‎٠‏ ان لا شعور الذات انما هو أيضا مقال الآخر ‎٠‏
‏وتتكون كل الدلالات الخفية على تعبير الذات صراحة عن
نفسها ‎٠‏ فاللاشعور يتكلم بلغة تعبر بعشرات الاشكال
عن البنية الاولية للاشعور وعالمه الرمزي ‎٠‏ وتنصب رموز
التحليل النفسي + النابعة من تلاقى كل من الرغبة واللفةء
على البدن وعلاقات القربى وموضوعات الولادة: والحياة
والموت ‎٠‏ فللا شعور برمزيته بنية تشبه بنية اللفة ‎٠‏ ولا
تتحق الذاتينة الا في التواصل بين الذوات ‎٠‏ ويؤدي اللاشعور:
عمله الوظيفي على نحو ما تؤديه اللفة بمالها من طابع
بنيوي 2 وهو لا يمثل شيئا يشغل مكانا بعينه ولا يشير
الى دائرة محددة من دوائر الحياة النفسية ‎٠‏ وتلك الرمزية
النفسية اللاشعورية التي تعمل عملها من وراء ظهر الفرد
تتجلى من خلال ما ينساه أو يكتبه أكثر مما تتجلى فيما.
يقوله آو ينطق به ‎٠‏ كما آن للحلم منطقه الخاص فهو لا
يعترف بمقولات التعارض والتناقض ‎٠‏
‏ولكن هذا الزعم بان للاشعور لغة يبالغ كثيرا ‎٠‏ فهناك
تفرقة واضحة لا بد منها بين رمزية اللاشعور ( في الحلم
والعصاب ) والرمزية اللغوية على نحو ما تتجلى في هذا
اللسان أو ذاك ‎٠‏ فعلامات اللغة متعددة الى غير ما حسد
وتنظم في آنسقة صورية متنوعة ومختلفة باختلاف اللفات
نفسها 2 آما الرمزية اللاشعورية فلها سمات نوعية محددة
تؤلف معجما صغيرا مشتركا ببن كافة الشعوب دون اكتساب
من الوط الثقافي + كما أن رموز اللاشعور ليست منطقية
وتكاد أن تكون رمزية بلاغية ( مشكلة البنية للدكتور
زكريا ابراهيم ) ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید