المنشورات

استُغمّاية

لعبة للأطفال. إذا قيل: الاستغماية, انصرفت هذه اللعبة إلى الاستغماية المشهورة, وهي أن يجتمع صبيان فيغمون عيني أحدهم بأن يضع وجهه في الحائط, ويضع يديه على عينيه بمراقبة آخر. ثم يذهب الصبيان إلى أماكن متعددة فيختبئون فيها, وبعد ذلك يرفع المغمَّى يديه من عينيه ووجهه من الحائط, ويشرع في البحث عنهم. فإذا عثر بأحدهم حاول إمساكه, وهو يفر منه ويتطارد له. وربما خرج آخر من مكمنه أو اثنان ... الخ فيظهرون أنفسهم له ليطاردهم ويترك الأول, ولا يزال بينهم في بحث وجرى حتى يتوفق إلى إمساك أحدهم فيغمَّى بدله, ويعاد اللعب كالأول. وهكذا وكثيرا ما يلعبون هذه اللعبة في الليالي المقمرة.
ولعبة [أخرى لهم] يغمون عيني صبي بمنديل, ويقيدونه في رجليه, ثم يطوفون حوله ويلعبون, وكل من تمكن من ضربه بمخراق أو يده. أو شيء آخر ضربه, وهو يحاول إمساك من يضربه, فإن أمسك أحدهم غمى مكانه, وفعل به كذلك. أما الصبي الذي يبدأون بتغميته, فلا يغمونه جزافا, بل يأتي أحدهم ويضع كفيه بعضهما على بعض, بطن هذه إلى ظهر الأخرى, ويقلبها وهو يقول: «فَتْلة حرير من أم خليل من يقطعها؟ » ويثبت كفيه فيبادرون إليه, ويأتي الأوّل فيمسك بيديه كفى الواقف ويقول: «آدي غدايا, وآدي عشايا, وآدي الكلبة اللي بتجري ورايه». ويزحزح الكف عن الكف قليلا ثم يأتي آخر, ويفعل فعله إلى أن تنتهي النوبة إلى الأخير, ولم يبق من فصل الكفين إلا قليل فيفصلهما, أو يكون هو المحكوم عليه بالتعمية فيغمونه.
وقد يغني الصبي المغمَّى أو البنت إن كان اللعب مع البنات, بقوله: «أنا الغراب النُّوحي أخطف واروح لسطوحي, وإن عشت أربيكم, وإن مت كُبّه تقصف رقبيكم» وهذا النوع من الاستغماية يسمى: «بالفَرْخة العَمْية».
وقد يعينون المغمَّى بأن يصفُّوا الصبيان, ويقولون أسجاعا, مشيرين في كل كلمة إلى صبي, حتى ينتهي السجع عند واحد فيحكم بتغميته, ويسمى دائما المَسَّاك. وهذه الأسجاع كثيرة ومختلفة.
ومن الاستغماية نوع يقال له: «استغماية الحِجر وهي أن يجتمع الصبيان ويجلس أحدهم ثم يجلس آخر أمامه, ويأخذ رأسه في حجره يغميه. ثم يجيء الصبيان واحدا فواحدا, وكل من مر عليه ضربه على ظهره بيده, فيسأله القاعد عن اسمه, فإن أصاب قام, وقعد الآخر مكانه, ويعاد عليه اللعب, وإن لم يصب, ذهب الصبي الضارب إلى مكان يختبئ فيه, وهكذا حتى ينتهي الصبيان, فيكون كل واحد منهم مخبوءا في مكان, فيشرع القاعد في سؤال المغمى عن كل واحد, ويذكر اسمه, ويطلب منه تبيين مكانه, هل هو هنا أو هناك ... ؟ وذلك بعد أن يقعده ويرفع رأسه في حجره فيشير الصبي المسئول بيده عن جهة. ويبرز الغلام المسئول عنه من مخبئه, فإن كان في الجهة التي عينها, سموه فرخة؛ وإن برز من مكان آخر كان ديكا. ويجتمع الديوك في مكان, والفراخ في مكان. ثم يشرع الديوك في ركوب الغلام المغمى, فيركبه كل واحد, ويبقى على ظهره مسافة عدِّه عشرة أعداد. ثم ينزل ويركبه ديك آخر إلى أن يركبوه كلهم. وأما الفراخ فإن كان فرخة واحدة غُمِّي وأعيد عليه اللعب. وإن كان الفراخ غلامين فأكثر انتخب المغمى أولا واحدا منهم فيغمى. وفي بعض الجهات يسمونها: استغماية ضرب على الأيد. لأنهم يضربون الغلام على يده لا على ظهره.
ومن الأسجاعِ التي تعين المَسّاك قولهم «فول فول يا سوداني يا اللي مقلي ع الصَّواني, حِنْتِشِ بْنِتِش يا اللي بِتنْتش» - يقال ذلك مع الإشارة عند كل كلمة إلى واحد من الصبيان على الترتيب, حتى ينتهي السجع عند أحدهم فيكون مساكا ويغمَّى.




مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید