المنشورات

بَلَح

 يطلقونه على التَّمر. وإذا أرادوا التمييز قالوا: بلح أخضر أو أحمر أو رُطَب. والجبرتي يستعمله كثيرا في تاريخه متابعة للعامة. انظر الكتاب (رقم 436 أدب) ص 38 لابن المعتز في وصف البلح الأخضر وسمَّاه: بلجا, مع قوله أخضر, ولكن البيتين يستفاد منهما أنه مقمع بحُمرة.
«إرشاد الأريب» ج 5 ص 176: تيس أو معزة ببلحتين. وانظر التيس العلوي, وهو ما كان في رقبته حلقتان, ونادرة للمرتضى في ذلك.
انظر في «اللسان» مادّة (زلم, وزنم): يرادف البلحتين في المعز: (الزلمتان). وفي آخر (ظأب) منه: الزنيم: الذي له زنمتان في حلقه. تاريخ الوزير محمد علي باشا للرجبي ص 89: أنواع التمر, وذكر الحيّاني والأَمْهات والزَّغلول الخ وذكرناها في مواضعها. ورأيت في مجموع للأزجال زجلا لبعضهم وهو في قتال وقع بين البلح والبطيخ. وفيه ذكر أنواع التمر. وقد أصلحنا ما فيه من التحريف, وهو قليل, وهو (1):
المطلع
وَقْعَه جَرَتْ بينْ البلحْ والبَطِّيخْ ... واشْتَاعْ خَبَرْها في جميعِ الوِدْيَانْ
الكُلّ منهُم راحَ جَمَعْ لهُ عُصْبَه ... وِاتْحَضَّرُوا الجَيْشَيْن وِجُوا للمِيدَانْ

دور
أَصْلِ الحِكَايَهْ جا أوانِ البَطِّيخْ ... لَمَّا ظهر وامْلا جميعِ الأَقْطارْ
وَجَا عليه النِّيل وابْلَغْ رُشْدُهْ ... واخْضَرّ مَدَّادُه وزَاد فِي النَّوَّارْ
ورَبَّعْت مِنُّهْ الخلايقْ تمَّهْ ... بُرُلُّسِي مالُه نَظيرْ يا حُضَّارْ
لَمَّا فِرِغْ رَاحْ المخازنْ كُلُّهْ ... كَان البلحْ لَحْمَرهْ نِزِلْ ع القَبَّانْ
في الحال أتى واحدْ أَخَدْ له جَنْبْه ... فَرَضْ بَهَا جُوَّا البَلَدْ في دُكَّانْ

دور
جَتْ حَطّةِ الجَنْبَهْ نواحِي البَطِّيْخ ... فيها البَدَارِي كانْ مِقَمَّعْ تُحْفَهْ
وِاتْخَاطُفوهْ الخَلْقْ مِقْدَارْ سَاعَهْ ... فَرَّدْ عَرَاجِينُهْ وِدَارْ فِي زَفَّهْ
وَابو العِيَال مِنُّه أخَدْ لهُ رَطْليْن ... رُطَبْ عَظِيمْ نَايحْ يزيدِ الوَصْفَهْ
لَمَّا رَأى دَا الفِعْلُ مِنُّه البَطِّيخ ... قَام انْحَمقْ في الحال وزاد في الطُّغْيانْ
وقالْ عَلَىَّ يَا ابلحْ تتْكَبَّرْ ... وانّا الفتى البِّطيخ مِرَوِّي العطشان
دور
اتْحرِّكِ الزَّغْلُول وقال يا ماوي ... لا شكّ عقلَك من دِمَاغَك غَايِبْ
هُوَ انتَ مْثلي الَخُلْق يِحْكُوا عَنَّكْ ... شريف وتاكل مِ الخَوَاطِي نَايبْ
أوّلْ ظُهُورَكْ يَابَلِيد الصُّورَهْ ... تْبقَى مِلقح فِي البَرَارِي سَايِبْ
وبعد أكْلَكْ والحَلاوهْ تِفْرَغْ ... يِلَقَّحُوك تَانِي مِن اعْلَى الطيقان
وِهُمْ يَنادُوا بِالبِيع ياهَابِطْ (1) ... وفي القُصَعْ يتخاطفوك النِّسْوَانْ

دور
قال الفَتَى البَطِّيخْ كَلَامَكْ بَاطِلْ ... عُمْري حِدَاا جَمْعِ الْأكَابِر مَطْلُوبْ
جَنْب الطَّعَامْ أحْضَرْ وِاسْمى الحَبْحَبْ ... وفي الحُرُور أقى خِيار المَشْرُوبْ
وامَّا إنتَ أوِّلْ ظُهُورَكْ دكّار ... تِبقَى على نخلَك بُخوصَه مَصْلُوبْ
وبَعْد مَا تِخُضَر تبقى رَامْخ ... يحدِّفُوك بالْحَصْو جُوَّا الغِيطَانْ
وِيْتُركُوكْ بِين الهَوا مِتْعَلِّقْ ... تبْقَى مِلَطَّهْ لِلطُّيُورْ وِالْغِرْبانْ

دور
قَالْ الْبَلَحْ قُولَكْ فِشَارْ يَا بَطِّيخْ ... أَنَا أَصِيلْ عَنَّكْ وِحولي عَسْكَرْ
وِلِي رِجَالْ وقتِ القتالْ مَعْدُودَهْ ... خَمْسَه وِسَبْعِينْ صَنْفْ وَلاَّ اكْتَرْ
واسْمى الجنى وابقَى على أشجاري ... مِفَرَّحْ الأطْفَال وِخَدِّي أحْمَر
وِكُلَّ مِنْ كَانْ تحت ظِلِّي يَقْعُدْ ... أعْزِم عليه يَاكُلْ وِيرْجَعْ فَرْحَانْ
وِيِحْرُسُونِي كُلُّ يُوم أصْحَابِي ... وِاللِّي يِبِيعْ مِنيِّ دَوَاماً كَسْبَانْ
قَالُّه الفَتَى الَبطِّيخ كَلامَكْ بَاطِلْ ... عُمْرَكْ حِفِشْ نَاشفْ مَلِقَّحْ مَكْسُورْ
ونَخْلك أعْوَجْ والهَوَا يِلْعَبْ بُهْ ... يِخْرَى علَيك النَّحْل وَيَّا الدَّبُّورْ
ويتركوك في سُوْق نُخَالَة بيَعهْ ... تِبْقَى مِزَنَّقْ فِي النَّقَايِصْ مَقْهُورْ
وانْ حَطُّوك (1) في فَرْد وَلاَّ قُفَّهْ ... إتْرَامُحوا مِنْ فُوقَكْ جمِيعِ الْفيرَانْ
ويِنْكُشُوكْ تِبْقَى هَتِيكَة مرْمى ... ع الأرضْ مِسْتَلْقِي شبيهِ السَّكَرانْ
دور
قالُّهْ البلحْ يا أجربْ عَلَّى تِسْفَه ... لَارْسلِ وأجْمَعْ لَكْ جَمِيعْ أَعْوانِي
وَاكْتِبْ جَوَاباتْ للمَجَاهِيلْ جُمْلَهْ ... وبنْتْ عِيشَه أستَحْضَرِتْ يا أخْوَانِي
وِجَا الْفَتَى الَزْغلولْ مع البربارْه ... سُلْطَانْ لُهُمْ (2) يِسْمَى الفتَى الحَيَّانِي
وِجَا البَداوِي (3) مع حلاوة القاضي ... أَمَّا السَّمانِي كان وزير السُّلْطانْ
وِجَا الرخيصَه مع صوابعِ زَينَبْ ... أمّا العِرَاقيِ في الأعَادِي طَعَّانْ
دور
وِبَعْدُهمُ جَا أحمْر قَطَلِّي راكبْ ... هو في الحَلاوَهْ والبداري (4) صُحْبَه
وِجَا النّميري والرماقي الاثِنين ... مِتْحَصّرينْ وقتِ القِتَالْ في رَكْبَهْ
وِجَا أَمِيرْ يُسْمَى الفتى العِجْلانِي ... والعَامِرِي جَاهُمْ وِلامِمْ عُصْبَهْ
وِجَا فَتَى يِسْمَى العِناني رَاكِبّ ... مِنْ فُوق جَوَادْ أَدَهم يحاكيِ الغْزِلانْ
وِيْقُولْ أَنَا فِي الحَرْب مين يْلِقَانِي ... يَامِنْ يريِدْ ينزْلِ إلى المِيدَانْ
دور
وِجا بَدَارِي التيِّنْ جَوَادُهَ رَاكِبْ ... وِالمْوُز أقْبَلْ والزِّنَادِي أتَشْمَّرْ
وِ الْقُوطَه أمَّك عُمْرها مَسْمَّيْه ... والشَّقْعْ (1) جَا يُوم القِتَالْ مَا قَصَّرْ
وِجَا عُرُوقِ الفِجْل وِالسَّوَّاكَهْ ... واصفَر حَوَاشِي جَا وِقِفْ واتْحَضَّرْ
قال الزِنْادِي أهزمْ جيوشْ البَطِّيخ ... وأفَرَّجُهْ حَرْبى وفِعْلِ الشُّجْعَانْ
وأحَرَّمُهْ ما عَادْ بَقَى يْتَكبَّرْ ... إنَّه رَدى سَامج وِعُمْرُهْ خَوَّانْ
دور
ولَبِّس الكَبِيْس وَزِ يرعَ الْعَسْكَرْ ... وأرْسلْ لِنَصْر الدين أَتَى لهُ فِي الحالْ
قَالُّهْ تعالَى رُوحْ مدينة سيوَهْ ... وارْجَع على يُنْبُع وِلِمّ الأَبْطالْ
وِهَاتْ لنا الخلدي مع النَّدْليِسي ... وابَعتْ إلىَ البُرَعي قَوَامَكْ مِرْسَالْ
وِاعْلْمِ لنا الأَمْهَاتْ بَهذيِ الدَّعْوهْ ... إنُّهْ بَطَلْ عَزْمُهْ يِكيد الفرسان
وِهَاتْ لِنا مِن مَصْر ميِتين جَنْبَهْ ... مِن الْكَبيِس يأْتُوا ايَا حَسَّانْ (2)
دور
قَالُّهْ الوَزير سَمْعِين والْفِين طَاعَهْ ... وِمْنِ الصّعيد جابْ لُهْ رِجَالْ مَعْدُودَهْ
من كُلِّ فَارسْ في يمَينُه خَنْجَرْ ... ولابِس الِدَّرْعِين وسَابِلْ خُودَهْ
وِجَابْ بَلَحْ يسْمَى كَبيس العَايدِ ... ولُهْ كَرَمْ في الأصْل صَاحِبْ جُودَهْ

لَمَّا أَتُوا بَنْدَر رشيد المْوَصُوف ... يلْقُوا الْبَلَحْ قَاعدْ مِهَنّى فَرْحانْ
دَقُّوا الخِيَمْ بَرَّا البَلَد في الرَّمْلَهْ ... خَمْسه وسَبْعِين صَنْف لا غِيْر نُقْصَانْ
دور
رَاح الْخَبر يمَ الأمِيرِ البَطِّيْخ ... جَالُهْ فَتَى يِسْمَى الفْتَى الإتْكَاوِي
وجا معهُ الحِرْشِ الْعَظِيمْ والفقُّوس ... وجَابْ وَزِير يسْمَى بعَبْدِ الاَّوِي
وِقَدْ أَتَى مِن الدّخِيلَهْ القُاوُونْ ... ومن بلادِ الشَّامْ أَتَى الْيَافَاوي
وِراحْ خَبرَهُ يَمّ التَّلاوي قَالُّهْ ... قُومْ لِمْ جيشك يا أعَزّ الشجْعَانْ
إِلاَّ الْبَلَح طَالِبْ قِتَالِ البَطِّيخ ... إِفْرد عَرَاجينُهْ وقَامِ العِصْيَانْ
دور
قَامِ النَّلاوي حِيْن قَرا لْلَمكْتُوبْ ... شَيِّعُ لِكْردَاسَهْ وِبَرأ نبابَهْ
والجْرِ يوِدْ قَدْ بَعَتْ لَهُ الْبَطيخْ ... مِنْ زَرْعْ ورَدْانَ أَو أَبو نَشّابَهْ
وِجَا دُميري منْ جزيرة نُكْلَهْ ... وَجا المِهَّناوِي بِتَاعْ درْشَابَهْ
وِجَا أَميْر يسْمَى الْفَتَى الرَّحْمَانِي ... إِطَّلَعْ الْبُرْجى رَآهْ بالأَعْيَانْ
لَمّ الِخْيَارْ أَجْمَعْ وَجِيِش القَتَّهْ ... وِاتْحَضْرَّوا لِلّحرب يا أهْلَ العْرِفْآن
دور
وِقَدْ أَتَى لُهْ م البُرُلُّسْ كَسْره (1) ... بَطِّيخْ عظيمْ في الأكْل لُه إهْضَامْ (2)
وجِيْش أبو ماضي أَتَى لُهْ أَجْمَعْ ... قرْعِ الدُّرُوفْ جَاهُمْ وعامِلْ مِقْدَامْ
وأطَّلَّلُعوا يْلقُوا البَلَحْ مْتَحَّضَرْه ... نَادُوا وقَالُوا الْحَرْب ما في إكْرَامْ
واِنْدَقَّتْ النُّوبَه حِدَا الحْيَّاني ... لَمَّا بَقَى الفَقُّوسْ مِكَوَّمْ كِيَمانْ
حَتَّى بَقَى الْعُرضِي قُبَالِ الْعُرْضي ... إدَّقْلجِ البَطيخ وسَدِّ الأَوْطَانْ
دور
واللِّي رِكْب أَوّلْ يُكونْ الْقَتَّهْ ... والْحِرْشُ جَا رضامحْ بَيدُّهْ مزْراقْ
وقالْ لُهُمْ فَارِسْ بِفَارِسْ هَيَّا ... وَلاَّ ابْرِزُوا جُمْلَه الجميعْ ع الإطْلاقْ
قال الْبَلَحْ قُومُوا اهْجمُوا يا عَسْكَرْ ... وَصَبَّحُوا البَطِّيخْ بَسجْني منْعَاقْ
قام الْبَلَحْ سُرْعَهْ رَمَحْ ع البَطِّيخْ ... يلْقَاهْ مرَبَّعْ في جميع الحيْطَانْ
هَجَم عَليهْ دَاسُهْ وقَزْقَزْلِبُّهْ ... واتْفَجَّرِ المْاوي وِرَوَّحْ تَلْفَان
دور
قَالُّهْ الدميري يا بَلَحْ مَا يْصحِّشْ ... وانْتَا أَخُويَا طُولْ مَدَى أَعْمَارَكْ
وِيزْرعُوني في كَرَامِةْ نَخْلَكْ ... وأنْطِعِمْ جَنْبَكْ وأَبْقَى جَارَكْ
وِالصُّلْح أَحْسَنْ يا أَخي والْمَعْرُوفْ ... بُهْ يَرْتفعْ بين العرب مِقْدَارَك
وقام على حيلُهْ خَدُه في حُضْنُهْ ... واتْصَالُحوا الاتنْين وكان اللِّي كَان
واستغفِر الله من جميع ما قُلْتُه ... ومن الزياده في الكلام والنقصان
دور
وبعد إنشادي ورايقْ فَنّي ... أمدحْ أبا القاسم نبَينا المخْتَارْ
نبي تُهَامِي أمِيّ وصادق طَاهِرْ ... بالسيف محا الأعدا وزَاح الكُفَّارْ
مَدْحُه جَعَلتُه مَكْسبِي في يدّي ... يكون ضَمينِي في القيام همِ النارْ
من مُعجِزَاتثه الجَمَل له اِنْطَق ... والما نَبَع لُه من أصمِّ الصَّوان
وابرَى الزعيمْ والوردْ لاجلُه فتَّح ... وامتَهُ فازتْ بجنة رُضوان
دور
وانْ حَدّ قال لك مِن نَظَم دي القطعة ... قُولُّه جَدَعْ درويش وسيد سَوّاح
يِسْمى ابن عجوه خادم اهل الواجبْ ... رَبُّه عَطَاه المعرفه والإصلاحْ
والفَنّ ما يشهد سوى لاصْحَابُه ... لأنه عَروس يُجْلي لأهله يا صَاحْ
يا رَبّ تغفر له جَميع أوزارُه ... يا غافر الذنب العظيم يا رحمن
وابقِى حَيَاة السامعين إخوانُه ... يا خالِقيِ إنكْ مهيمن ديَّانْ التمر
التمر في أعالي الصعيد سكوتي أحمر, بت موضة: أي بنت حمراء, جُنْدَيلة, بتُّ طَرُةْ أوْ تَرة: أي بنت بدريّة حمراء, كَلَنْبَتيِّ, يزرع بجوار السواقي, أبيض, صباع زينَبْ, حمراء, النُمَيْري: في جهة أبي تيج.
بلد: يقال لكل شيء يصنع بمصر أو ينبت أو يعيش فيها: بَلَدِي. وقد يطلق على النوع المعتاد أو الدون لأنه غير غريب.
«تاريخ ابن الفرات» ج 1 أوائل ص 108 (2) , انِت تركي وأنا بلدي: أي كما تقول: ابن البلد. وانظر في شفاء الغليل ص 26 س 3: ابن البلد. «الضوء اللامع» ج 5 أوائل ص 41 ك وخالط المتسمين بأبناء البلد. والجبرتي يستعمل دائما أولاد البلد على المصريين المترفهين الخ. وإذا قالوا: لابس بلدي, يعنون نوعا من حرير القفاطين, يراجع في (شاهي) في «حرف الشين». صبح الأعشى ص 323: استعمل البلدي في الأوز البلدي «حلبة الكميت» ص 203: أبيات فيها النرجس البلدي.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید