المنشورات

تَرَبِيزة

هي الخوان أو المائدة. ويطلق عليها بعضهم الآن طاولة, وهي تُليانية, وفي الإفرنسية تَابْل. شرح الدرة للخفاجي ص 38: المائدة والخوان. ابن بطوطة ج 2 ص 22: مائدة بأربعة أرجل. وفي ص 87: وعاء شبه المهدله أربع قوائم, وهو للطعام.
وفي ج 2 ص 107: خونجة: لعلها تصغير خوان بلغة الترك. «ابن هشام علي بانت سعاد» ص 143: رأي في اشتقاق الخوان الذي يؤكل عليه. في كتاب المعرب والدخيل للمدني ما نصه: «الخِوان بكسر الخاء, والواو الخفيفة: طبق كبير من نحاس, تحته كرسي ملزوق به, وأصله اسم أعجمي, وسمي به لأنه يتخون ما عليه - أي ينقص. كذا في بعض شروح تحفة الملوك» ولعل (ينقص) صوابه (يتنقص).
في القاموس: المائدة: الطعام, والخوان عليه الطعام كالميَدْةَ فيهما. وفيه أيضا: الفاثور: الخوان من رخام أو فضة أو ذهب وفي شرحه: أنه المائدة بلغة أهل الجزيرة.
وفي القاموس أيضا: القُدْمور - بالضم: الخوان من الفضة, وكذلك الديسق.
الروض الأنف ج 2 ص 264: معنى الفاثور.
كتاب التطفيل لابن الجوزي ص 79: بنان الطفيلي كنى الخوان بأبي جامع. ما يعول عليه ج 1 ص 74: أبو حجاد. وفي ص 79: أبو الجد. وفي ص 72: أبو الخير. وفي ص 86: أبو الرجاء, وهي الخوان أو المائدة أو السفرة.
«خطط المقريزي» ج 1 ص 387 سِماط الفاطميين, ووصفه: عُملت الأسمطة الجاري بها العادة, وجلس الخليفة الآمر بأحكام الله عليها والأجلّ المأمون الوزير, ومن جرت عادته بين يديه, وأظهر الخليفة من المسرة والانشراح ما لم تجرِبه عادته, وبالغ في شكر وزيره وإطرائه. وقال: قد أَعَدْت لدولتي بهجتها, وجددت فيها من المحاسن ما لم يكن, وقد أخذت الأيام نصيبها من ذلك, وبقيت الليالي وقد كان بها مواسم قد زال حكمها, وكان فيها توسعة وبرونفقات وهي ليالي الوقود الأربع, وقد آن وقتهن, فأشتهى نظرهن. فامتثل الأمرَ, وتقدم بأن يحمل إلى القاضي خمسون دينارا يصرفها في ثمن الشمع, وأن يُعتَمد الركوب في الأربع الليالي, وهي ليلة مستهل رجب, وليلة نصفه, وليلة مستهل شعبان, وليلة نصفه وأن يتقدم إلى جميع الشهود بأن يركبوا صحبته, وأن يطلق للجوامع والمساجد توسعة في الزيت برسم الوقود, ويتقدم إلى متولى بيت المال بأن يهتم برسم هذه الليالي من أصناف الحلاوات مما يجب برسم القصور ودوار الوزارة خاصة.
وفي سنة سبع عشر وخمسمائة, وفي الليلة التي صبيحتها مستهل رجب حضر القاضي أبو الحجاب يوسف بن أيوب المغربي, وقع له بما استجد إطلاقه في العام الماضي, وهو خمسون دينارا من بيت المال لابتياع الشمع برسم أول ليلة من رجب, واستدعى ما هو برسم التعبيتين إحداهما للمقصورة والأخرى للدار المأمونية بحكم الصيام من مستهل رجب إلى سلخ رمضان ما يصنع في دار الفُطرة خُشْكنابَج صغير وبسندود في كل يوم قنطار سكر ومثقالان مسكا وديناران مؤونة. وكان يطلق في أربع ليالي الوقود برسم الجوامع الستة: الأزهر والأقمر والأنور بالقاهرة, والطولوني والعتيق بمصر, وجامع القرافة والمشاهد التي تضمنت الأعضاء الشريفة, وبعض المساجد التي لأربابها وجاهة, جملة كبيرة من الزيت الطيّب. ويختص بجامع راشدة وجامع ساحل الغلة بمصر والجامع المقس يسير ... 
قال: ولقد حدثني القاضي المكين بن حيدرة, وهو من أعيان الشهود, أن من جملة الخدم التي كانت بيده مشارفة الجامع العتيق وأن القَوَمة بأجمعهم كانوا يجتمعون قبل ليلة الوقود بمدة إلى أن يكملوا ثمانية عشر ألف فتيلة, وأن المطلق برسمه خاصة في كل ليلة برسم وقوده أحد عشر قنطارا ونصف قنطار زيت طيب. وذكر ركوب القاضي والشهود في الليلة المذكورة على جاري العادة.
قال: وتوجه الوزير المأمون يوم الجمعة ثاني الشهر بموكبه إلى مشهد السيدة نفيسة وما بعده من المشاهد, ثم إلى جامع القرافة, وبعده إلى الجامع العتيق بمصر, وقد عم معروفه جميع الضعفاء وقَوَمة المساجد والمشاهد وصلى الجمعة. وعند انقضاء الصلاة أحضر إليه الشريف الخطيب المصحف الذي بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فوقع بإطلاق ألف دينار من ماله, وأن يصاغ عليه فوق حلية الفضة حلية ذهب, وكتب عليه اسمه. وفي الخامس عشر من الشهر المذكور ليلة الوقود جرى الحال في ركوب القاضي وشهوده على الترتيب الذي تقدم في أول الشهر. ولما وصل إلى الجامع وجده قد عبي في الرواق الذي عن يمين الخارج منه سماط كعك وخشكنانج وحلوى, فجلس عليه بشهوده ونهبه الفقراء والمساكين. وتوجه بعده إلى ما سواه من جامع القرافة وغيره. فوجد في رواق الجامع المذكور سماطا مثل السماط المذكور, فاعتمد فيه على ما ذكره. وله أيضا رسم صدقة في هذا النصف للفقراء وأهل الربط مما يفرقه القاضي عشرة دنانير يفرقها ... 
وقال ابن الطوير: إذا مضى النصف من جمادى الآخرة وكان عدده عندهم تسعة وعشرين يوما, أمر أن يسبك في خزائن دار افتكين ستون شمعة وزن كل شمعة منها سدس قنطار بالمصري وحُملت إلى دار قاضي القضاة لركوب ليلة مستهل رجب. فإذا كان بعد صلاة العصر من ذلك اليوم اهتم الشهود أيضا, فمنهم من يركب بثلاث شمعات إلى ثنتين إلى واحدة. ويمضي أهل مصر منهم إلى القاهرة فيصلون المغرب في الجوامع والمساجد, ثم ينتظرون ركوب القاضي فيركب من داره بهيئته وأمامه الشمع المحمول إليه موقودا مع المندوبين لذلك من الفراشين من الطبقة السفلى من كل جانب ثلاثون شمعة, وبينهما المؤذنون بالجوامع يذكرون الله تعالى, ويدعون للخليفة والوزير بترتيب مقدر محفوظ, ويندب في حجبته ثلاثة من نواب الباب وعشرة من الحجاب خارجا عن حجاب الحكم المستقرين, وعدتهم خمسة في زي الأمراء, وفي ركابه القراء يطرّبون بالقراءة, والشهود وراءه على الترتيب في جلوسهم بمجلس الحكم الأقدم فالأقدم, وحوالي كل واحد ماله من شمع. فيشقون من أول شارع فيه دار القاضي إلى بين القصرين, وقد اجتمع من العالم في وقت جوازهم ما لا يحصى كثرة رجالا ونساء وصبيانا بحيث لا يُعرف الرئيس من المرءوس, وهو مارّ إلى أن يأتي هو والشهود باب الزمرد من أبواب القصر في الرحبة الوسيعة تحت المنظرة العالية في السعة العظيمة من الرحبة المذكورة, وهي التي تقابل درب قراصيا. فيحضر صاحب الباب ووالي القاهرة والقراء والخطباء كما شرحنا في المواليد الستة, ويترجلون تحتها ريثما يجلس الخليفة فيها, وبين يديه شمع, ويبين شخصه. ويحضر بين يديه الخطباء الثلاثة, ويخطبون كالمواليد, ويذكرون استهلال رجب, وأن هذا الركوب علامته ثم يسلم الأستاذ من الطاقة الأخرى استفتاحا وانصرافا كما ذكرنا.
ثم يركب الناس إلى دار الوزارة, فيدخل القاضي والشهود إلى الوزير. فيجلس لهم في مجلسه, ويسلمون عليه, ويخطب الخطباء أيضا بأخف من مقام الخليفة, ويدعون له ويخرجون عنه. فيشق القاضي والجماعة القاهرة. وينزل على باب كل جامع بها ويصلي ركعتين ثم يخرج من باب زويلة طالبا مصر بغير نظام, ووالي القاهرة في خدمته اليوم مستكثرا من الأعوان والحَفَظة في الطرقات إلى جامع ابن طولون. فيدخل القاضي إليه للصلاة فيجد والي مصر عنده للقاء القوم وخدمتهم, فيدخل المشاهد التي في طريقه أيضا, فإذا وصل إلى باب مصر ترتب كما ترتب في القاهرة وسار شاقا الشارع الأعظم إلى باب الجامع من الزيادة التي يحكم فيها, فيوقد له التنور الفضة الذي كان معلقا فيه, وكان مليحا في شكله وتعليقه, غير منافر في الطول والعرض, واسع التدوير, فيه عشر مناطق في كل منطقة مائة وعشرون بزاقة, وفيه سروات بارزة من النخيل, في كل واحدة عدّة بزاقات تقرب عدة ذلك من ثلثمائة, ومعلق بدائر سفله مائة قنديل نجومية.
ويخرج له الحاكم فإن كان ساكنا بمصر استقربها, وإن كان ساكنا بالقاهرة وقف له والي القاهرة بجامع ابن طولون فيودعه والي مصر. ويسير معه وإلى القاهرة إلى داره. فإذا مضى من رجب أربعة عشر يوما, ركب ليلة الخامس عشر كذلك, وفيه زيادة طلوعه بعد صلاته بجامع مصر إلى القرافة ليصلي في جامعها والناس يجتمعون له لينظروه ومن معه في كل مكان ولا يملون من ذلك. فإذا انقضت هذه الليلة استدعى منه الشمع ليكمل بعضه, حتى يركب به في أوّل شعبان ونصفه على الهيئة المذكورة والأسواق معمورة بالحلواء, ويتفرغ الناس لذلك هذه الأربع الليالي الخ.
انظر في المستدرك على (طرأ) من شرح القاموس: الطريان: الخوان.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید