المنشورات

جاز أو غاز

في المؤيد مقالة عن جبل الزيت, نقلت في دائرة معارف وجدي ج 4 ص 729 لا يضير إذا أطلقنا عليه لفظ الزيت. وقد استعملته الجرائد الآن فتقول: آبار الزيت, وسفن الزيت. لغة العرب ج 1 ص 122: استعمل النفط للبترول, وفي 494: كاز أو نفط وفي ج 2 ص 140: النفط: الزيت الحجري قبل أن يصفي الضياء ج 2 ص 752: أصل البترول. مجلة الجنان ج 1 ص 468, وج 2 ص 196: البتروليوم: أي الكاز. وفي ج 11 ص 395: الكاز أو البترول, وأن لفظ البترول معناه زيت الصخر, وكلام فيه. وانظر التتمة في ص 434. المقتطف ج 53 ص 441: البترول وشيء عن تاريخه. وفي ج 56 ص 91: أصل البتروليوم. راجع (غاز المواسير).
علم الدين ج 4 ص 1330, ص 1346: نور الغاز كشف المخبأ (345 تاريخ) ص 346: اختراع نور الغاز في العدد 19 - يوم الجمعة 13 شوال سنة 1244 من الوقائع المصرية - عن اختراع الغاز, ما ملخصه: أنه لما تواتر وشاع وبلغ مسامع محمد علي باشا خبر النور الذي اخترعه الإِنكليز منذ أربع عشرة سنة تقريبا, بروح يسمى كازا, وبمصروف قليل أمر أن يؤتى بالآلات اللازمة له من بلاد الإنكليز. فأقامها كالوا المهندس بقصر شبرا - المعروف بقصر الجوهرة - وأنه أنير به في 18 رمضان قرب الغروب. وذهب الباشا إلى هناك وشاهده.
الجبرتي ج 4 ص 211 - 212: اكتشاف محمد علي له بمصر, وسماه المؤلف: دهنا أسود بزرقة إلخ. الكواكب السائرة في أخبار مصر والقاهرة لأبي السرور البكري ص 96 (2) س 2: ظهور معدن نفط بقوص سنة 384 ثم خفاؤه. وفي ص 169 (2): إيقاد المصابيح بالأسواق والسكك بمصر صفين يمينا وشمالا أي كمصابيح الغاز الآن.

حوالي سنة 1302 هـ جاء مصر رجل بلجيكي اسمه المسيو دباي من مهندسي المعارف. فكلفته الحكومة المصرية بالبحث في أمر الزيت المسمى بزيت الحجر أو البترول النابع في ساحل مصر الشرقي بقرب بحر القلزم, بجهة تبعد عن السويس مائة وستين ميلا. فذهب إلى هناك. وعاد فأخبر بوجوده. فأعطوه ثلاثة آلاف دينار مصريّ لتدقيق البحث. وبعد مدة جمع ثلاثين عاملا من بني جنسه وسافر بهم إلى السويس في أواخر صفر سنة 1303. وبذل غاية جهده في العمل. وجلب الآلات اللازمة لهذا الغرض. ثمَّ أقام هو وزوجته ومن معه من العمال في وسط البراري إلى أن اختار له محلا مناسبا, وباشر العمل في ربيع الثاني من هذه السنة, فأنزل في الأرض مسباراً بعمق خمسة وثلاثين ذراعا مئويا (مترا) في طبقات من الجبس والكبريت والخزف الأخضر والأزرق والجير والطباشير. وما زال يوالي العمل حتى نبع الزيت في اليوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى. وكان على ارتفاع ذراعين مئويين عن سطح البحر, وأرسل بالخبر إلى رئيس النظار نوبار باشا. فسافر إلى هذه الجهة, في يوم الخميس 12 جمادى الثانية, مستصحبا معه الكولونيل منكريف, وكيل نظارة الأشغال, والمسيو ميتشل من علماء طبقات الأرض, وبقوا هناك إلى أن عادوا يوم الإِثنين 16 منه؛ بعد ما شاهدوا الزيت, وتيقنوا من وجوده. واتضح لهم أن طبيعة الأرض هناك مناسبة لوجود مقادير وافرة منه في الطبقات العميقة, وأن سطح الأرض مشوب بالزيت على مسافة بعيدة في الجهات المجاورة, وأنه يمكن الآن استخراج «تونلاطتين» منه كلّ يوم من منبع واحد, وأن ثقل الزيت النوعي هو (880) وأنّه قريب من الشاطئ. ويوجد هناك مرسي أمين. ووجدوا أيضا أن المسيو دباي حفر هناك سبع آبار في مواضع متباعدة تباعدا عظيماً. وتحقق له أن تكوين الأرض واحد في جميع المواضع. فاستدلّ من ذلك أن الزيت موجود في كلّ هذه الجهة. ويؤكد أنه يرشح على مسافة بعيدة بالجهة الشمالية من جبل الزيت ثمّ يسيل في البحر. وقد أمر نوبار باشا بموالاة الاستكشاف ليلا ونهارا. ولما كان المسبار الموجود كبيرا شطروه إلى مسبارين للإِسراع في العمل. ووجود هذا الزيت أمر معروف من قديم الزمن, وإنما الاستكشاف الذي عمل عنه سابقا لم يأت بثمرة.
وفي يوم الأحد 7 رجب من سنة 1303 أيضا اجتمع المسيو منكريف وكيل نظارة الأشغال بنوبار باشا. وتشاورا في أمر الزيت, فأقرا على إرسال نحو 300 أو 400 شخص من المسجونين بطرة لتشغيلهم هناك, وأن تُعَدّ لهم سفينة ترسو في البحر الأحمر, بقرب الجبل ليبيتوا فيها. وأعلنت الحكومة للتّجار أنّها مستعدّة لإِرسال ما يلزم منه لكلّ طالب؛ فعلى من شاء أن يتفحّصه, ويطلب منه ما شاء من نظارة الأشغال. وظهر لهم أن ما يستخرج منه في اليوم والليلة يبلغ 150 ذراعا مئويا مكعّبا. وأرسلوا في هذا الشهر مقدارا منه إلى باريز (باريس) فحلَّلوه هناك فكانت نتيجة التحليل ما يأتي مقدار الزيت القابل للإِحراق ... 22 جزءاً
مقدار الزيت الثقيل ........... 13 جزءاً
«زيت الشحم ............... 08 جزءاً
«القطران والعكر ............. 17 جزءاً
وفي يوم الخميس 3 ذي الحجة من هذهالسنة سافر قطار من القطر البخارية إلى طندتا (طنطا) موقدا بهذا الزيت بدل الفحم الحجري, ولم يكن به أحد, بل كان بقصد التجربة ليستعيضوا به عن الفحم المجلوب من بلاد الإِنكليز. وكان ديوان السكة الحديد أرسل مهندساً كبيراً إلى بلاد الروس لاختيار الطريقة المستعملة هناك لتسيير القطر بالزيت. فمكث فيها مدّةً ثم عاد في هذا الشهر وأصلح بعض الآلات على الشكل المطلوب, وسيّر منها هذا القطار, فشهدوا بنجاحه. ثم في يوم الجمعة 25 ذي الحجة المذكور, سافر القطار السريع في المساء من اسكندرية بهذا الزيت. فسرّ من كان فيه من سرعة سيره. وأخبروا أنّهم لم يشمُّوا رائحة للزيت مكروهة .. ثم طوى أمر البحث فيه لسبب يعلمه الله إلى أن تجدّد أخيراً في سنة .... (1).
ونشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 2 مارس 1926 - 17 شعبان سنة 1344: «محاضرة في دار التجارة العليا عن زيت البترول في مصر, تتضمّن إلقاء حضرة النابه النشيط حسن أفندي الحطيم, مفتش مصلحة الصناعة والتجارة, ففسر معنى زيت البترول Petroleum وهي كلمة لاتينية مكونة من Petro: الصخر, leum: الزيت, أي زيت الصخر, وتكلم عن أهميته وازدياد الحاجة إليه, وتاريخ اكتشافه بالسواحل المصرية, متناولا أبحاث الحكومة. في آبار أبي دربة, وأبي شعرة بساحل البحر الأحمر, ثم عطف على استخراج البترول بواسطة الشركة الإنجليزية المصرية لاستخراج الزيت وتكريره في ساحات جمسة, وهو رداجا, والغردقة على شاطئ البحر, وما يقابل المشتغلون من الصعوبات في ذلك, وتكاليف وجهود الشركة في استخراجه من الآبار بالشواطئ ثم تكريره بالسويس, شارحا عملية التكرير بطريقتي التقطير والتركيز, وقارن بين تكرير الشركة للزيت الأجنّبي الفارسي والبترول المصري ... وبين أجور نقل البترول بالسكة الحديد المصرية, وبين معمل التكرير ومصاريفه, وايراداته, إلى أن تكلم عن عناصر البترول وهي الغاز الأبيض, والبنزين, والمازوت, وعما يستهلك منها بمضر, وما يرد لها, وما يصدر منها من تلك العناصر. إلى أن انتهى ببسط آراء وتكهنّاتٍ في البترول, وعن مستقبله, وما تسلكه الحكومة والبلاد للانتفاع منه على الوجه الأكمل, ولتتولى استثماره بنفسها, بوقف احتكاره, وقصره على شركة واحدة, بادئة بإيفاد بعثة لدراسة مشروعه النافع دراسة جديدة في رومانيا أو روسيا أو غيرهما ...






مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید