المنشورات

حطب

حَطَّبْ أي لعب بالنبُّوت, وهي مأخوذة من الحطب.
التَحطيب: اسم عامّ للعب العصا, وله أسماء أخرى تختصّ بها بعض الجهات. ففي الصعيد يقولون عنه: لعب القَلاَّوي. وفي بعض بلاده كالفيوم يقولون له: الملاقفة. وفي حوالي المنوفية: المحاجفة, وكأنّها مقلوب: المجاحفة. والصِّبيان إذا لعبوه على سبيل التعوّد والتمرّن سمَّوه بالمداققة.
وصفته أن يبدأ المتبارزان بالسلام, وهو رفع العصا إلى الرأس, وإنزالها على الأرض أمام الوجه, ولا يبدأ به إلاّ أعظمهما شهرة أو أكبرهما سنَّا. وفي الغالب أن يدعو كلّ واحد صاحبه أن يبدأ قبله بالسلام, وقد يقسمان الأقسام, وذلك مراعاةً للخاطر.
ثمّ يشرعان في المقابلة بعد السلام, وهي: أن يمشي المتبارزان أحدهما إلى الآخر رافعين هراوتيهما, فإذا تحاذيا ضرب كلّ منهما هراوة صاحبة ضربة, وسار كلّ واحد في طريقه, حتى يأخذ مكان صاحبه. وقد يعيدان المقابلة مّرتين وثلاثاً, وهي بمثابة اختبار القوة عند ضرب العصا بالعصا, ثم يشرعان في التفريد بعد ذلك, وهو أن يدير كلاهما عصاه حول رأسه, ثمّ ينزلها على الأرض منحرفة إلى جانبه الأيسر.
ثمّ يشرعان في المكافحة فيبدآن بعصا الوش, وذلك بأن يحاول كلاهما ضرب الآخر على وجهه, ويجتهد الآخر بأن يحيد عن الضربة لتقع العصا على الأرض.
ثمّ عصا الرأس ويتلقاها الآخر بعصاه, ولا يزالان يتكافحان حتى يجد أحدهما غرّة من صاحبه فيصيبه بضربة خفيفة يسمونها: الكشف, ويقولون: قد كشفه. فيجتهد المكشوف أن يصيبه بضربة أقوى يسمّونها, الغَطا - أي الغطاء - ويقولون: قد غَطَّاه فإن تمكن من إصابته استوت اللعبة, ولم يقمر أحدهما صاحبه, وإلاّ عُدَّ المكشوف مغلوباً. وإن يصبه الضارب الأول
مرة أخرى قيل: كشفهُ مرة ثانية, ويحكم حينئذ أنه غير كفءٍ له, وليس من أنداده.
هذه هي اللعبة المشهورة المعروفة التي تلعب بكثرة. وللتحطيب لعب تختلف عن هذه بعض الاختلاف. لا فائدة من ذكرها. انظر ما كتبناه عنه في مجلة المجمع ج 6 ص 103. وقد ذكر الشعراني في الطبقات ج 2 ص 93 في ترجمة الحطاب أنه يقال لهذه اللعبة اللبخة. الضوء اللامع ج 6 ص 5: براعته في الرمح واللبخة والدبوس.
في كتاب السلوك رقم 1726 للمقريزي - ص 559 من نسخة باريس قال: في مستهل شهر ربيع الأوَل سنة 747 توجه السّلطان إلى سرياقوس, وأحضر عنده الأوباش, فلعبوا باللبخة - وهي عصى كبار حدث اللعب بها في هذه الدولة, وقتل في اللعب بها جماعة - فلعبوا بها بين يديه, وقتل رجل رفيقه, فخلع على بعضهم وأنعم على كبيرهم بخير في القلعة.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید