المنشورات

خَنْزِيْر قَصَّاب

 لعبة لهم. الظاهر أنها تركية الأصل, بداعي أنهم لم يدخلوا فيها الألف واللام, فيقولون: الخنزير القصّاب أو القصّاب الخنزير. ولعلّهم يريدون: قصّاب الخنازير, أي أنه كان يغش بها, وصفتها أن يجتمع جماعة في السمر, ويحسن أن يكونوا فوق العشرة, ثم تقصّ أوراق صغيرة على عددهم يكتب في كل ورقة منصب أو نحوه, فيكتب في إحداها: الملك, وفي أخرى: الوزير, وفي أخرى القوّاس, وفي أخرى: خنزير قصاب, ثمّ يكتب في الباقي, أسماء مناصب كالقاضي وشيخ الإِسلام, ونحوهما, ويكتب في بعضها ألقاب حرف دنيئة أو صنوف من الشتم: كالقواد, والحمّار, ثم تلفّ كلّ ورقة ويوضع الجميع في قلنسوة أحدهم, أو إناء آخر. ويطوف بها طائف منهم على الجالسين - فيأخذ كل واحدة ورقة وهو لا يعرف ما فيها - فأمّا الملك والوزير والقواس فيظهرون أنفسهم فيتصدَّر الملك, ويجلس الوزير بجانبه, ويقف القواس وبيده مخْرَاق, ويشرع الملك يذكر لوزيره ما شاع عن سيرة خنزير قصاب, وقبح أعماله وغشه, وأذاته للرعيّة, ويطلب منه البحث عنه, فيستدعي الوزير القوَّاس, ويأمره بالبحث عن هذا الرَّجُل وإحضاره للملك, فيذهب القواس طائفا على الحضور ويتأملهم واحداً واحداً, ثم يعمد لأحدهم فيضربه بالمخراق على ظهره, ويطلب منه الذهاب للملك فإن صادف أنه الذي معه ورقة خنزير قصّاب انقضت اللعبة وأمر الملك بجلده فيضربه القواس بالمخراق, ثم تلفّ الأوراق, وتعاد للوعاء ويستأنف اللعب, وإن صادف إنساناً آخر كالقاضي مثلاً, قام من مجلسه بأبّهة وأعلن الملك أنه القاضي, فيقوم له ويجلسه ثم يعتذر إليه ويصرفه, ويأمر بجلد القوامس لخطئه - فيضربه الوزير بالمخراق - ثم يطلب البحث عن المطلوب, فيعود للجلوس, ويستدعي منهم آخر, وقد يكون القوّاد مثلاً - فيكون له مع الملك شأن مضحك, ثم يُطرد, ويأمر الملك بجلد القواس أو يكتفي بشتمه وتوبيخه, ثمّ يأمره بمعاودة البحث عن المطلوب وهكذا حتى يصادفه فتنتهي اللعبة وهو يضحكون.
وفي الطالع السعيد ص 239 لعبة تشبهها.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید