المنشورات

النظرة الى العالم

موقف مركب لا يستنبط من انم مذهب سياسي
مجرد أو من تصريحات الكاتب ‎٠‏ فنلك النظرة مركبة
ومتناقضة عند الكاتب الواحد ص وهي جدل مركب يضم
العلاقة بين نظرة الكاتب ومادة الحياة التي يعالجها
ويجسدها فلا يكفي اختزال الحوهر الفكري عند تورجنيف الى الليبرالية لانه الى جانب تلك الليبرالية يوجد في
كتاباتة تعاطف مع الفلاحين وتصوير لا يقع عليهم من
ظلم ‎٠‏ وعلى الرغم من ليبراليته الواضحة نرى الشخصيات
النموذجية التي صورها تصلح للنضال ضد الليبرالية
والعبودية وتمثل الخصائص الروحية للشعب ‎٠‏ وليش من
الصواب اعتبار النظرة الى العالم نظرة ملساء بلا نتوءات
آو تناقضات أو تعرجات » أو اعتبارها خطا مستقيما
واختزال النظرة الى اتجاه غالب قحنب +

كما أن النظرة الى العالم لا تختزل الى تمثيل قضايا
سياسية مجردة ح بمثابة المشجب الذي يعلق عليه الفنان
صوره » أو الى مجموعة من أفكار معينة وقضايا مقحمة
من الخارج ‎٠‏ فتلك النظرة تعني ارتباط المعرفة ؤالفكر من
ناحية بالمطامح الانسانية ة والشعور الهادف والفعل من
ناحية أخرى ‎٠‏ وهي انصهار الصدق والفكر بانفعالات
الفنان ومناشطه الفنية ‎٠‏

ولا تصبح الافكار الفلسفية والاجتماعية مادة فنية
الا بعد أن تنصهر في الابداع الخيالي » فلينت حركة
التاريخ ولا قوانين التطور التي اكتشفها العلم أصناما
معبودة وليس مجرى التاريخ قدرا محددا سلفا » لان وعي
الانسان لا يعكس العالم الموضوعي فحسب بل يخلقه ايضا
كما آن الواقع لا يشبع الفنان والانسان » وهما قد قررا
معا تغييره فثمة دور فعال للفكر ف نزعة واقعية تجدد
الحياة وتعيد بناءها ‎٠‏

واتجاه الفنان الحق ليس المشي على اطراف الاصابع
فوق الخط المفترض لاتجاه التاريخ أو منحى حركته ولا
يأتي من المعرفة أو من املاء القلب ‎٠٠‏ والقلب يمت الى الشعب على الرغم من أن الحياة والواقع لا يقدمان للفنان
موادا جاهزة ‎٠‏ وتحتوي النظرة الى العالم على جانب
تاكيدي وجانب نقدي + فهناك في الواقع عموما التناقض
! لشروط تاريخيا بين العملية الموضوعية لتأكيد الجديد ف
الواقع تلقائيا وبنين الطموح المجرد نحو الجديد ‎٠‏ وليس
هناك في كل لحظة تطور فعلي عاصف للواقع الجديد ‎٠٠‏
‏ولذلك ليست النظرة الى العالم ادراكا انفعاليا دون ملامح
عينية للتغيرات التي تنفذ الى كل منام الحياة ‎٠‏ كما
أنها ليست مزاعم تطور انفعالي للمطامح البطولية للثورة»
تجعل الكتاب 1نرى العبارات البلاغية المجردة ‎٠‏

فذلك عرض من أعراض العنة الموضوعية للثورة
الخالصة المجردة المترنحة سكرا © حيث نلتقي بهياكل
مجردة وهمية ومسار مجرد بدلا من المسار الواقعي للتاريخ
بكل تناقضاته ‎٠‏ وينعكس ذلك في موقف تغمره الاحتفالات
والمهرجانات والمواكب ) موقف مرح صخاب من الثورة
المزعومة لا يعرف الا مارش النصر في تناقض مرير مع
المجرى الحقيقي للامور © وهو موقف يقدم مدائح وملامح
معلبة موحدة الزي } ويقذف على حركة التاريخ بلاغيات
وخطابيات ‎٠‏

ومن ناحية اخرى يعمل في الادب على اغناء وتطوير
كل الاوجه الروحية للانسان لا وعيه فقط فهو يقدم معايير
جديدة تنفذ الى أعمق مجالات نفس الانشان من استجابات
وعادات وغرائز ‎٠‏

وليست مسألة النظرة الشاملة الى العالم غلق نموذج
كلي او تمثال عمومي او أسطورة هي قالب عمومي : فلا
يجب الخلط ولا النقل الميكانيكي الاعمى للمبادىء العامة لنظرية المعرفة الى النظرة الشاملة في الادب » فمجال
الفن الذي يعيد خلق كل الثروة الحسية للحياة اكثر تعقدا
من الافكار الفلسفية المجردة ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید