المنشورات

أبو الرُّكَب:

مرض يصيب الماشية, ولعله الحمى القلاعية. جاء في إحدى الصحف:
«الحمى القلاعية في القطر أسبابها وأعراضها وطرق توقيها»
أرسلت إلينا وزارة الزراعة المنشور التالي, وهو:
بالنظر إلى انتشار مرض الحمى القلاعية بين مواشي القطر المصري, في الوقت الحاضر, قد وضع هذا المنشور لشرح أسباب المرض وأعراضه وطرق انتشاره وعلاجه, إلفاتا لنظر الأهالي, ليكون خير مرشد لهم, لاتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة لمقاومته.
الحمى القلاعية أو أبو الركب - مرض معد سريع الانتشار, يصيب المواشي أكثر من غيرها من الحيوانات الأخرى, وقد تصاب به الغنم والجمال. وينتقل إلى الإِنسان خصوصا الأطفال بالعدوى من شرب لبن الماشية المصابة به قبل غليه. ويعرف المرض بوجود قروح صغيرة في الفم والشفتين واللسان والضرع وبين الظلفين.
أسباب المرض - ينشأ المرض من ميكروب دقيق للغاية, لم تساعد أكبر الظارات المعظمة على رؤيته. وهو يوجد في لعاب الحيوان المصاب ودموعه, وفي المواد التي تسيل من قروح فمه وشفتيه ولسانه وبين ظلفيه.
طرق انتشار المرض - ينتشر المرض بين الحيوانات من اختلاط المصاب منها مع السليم كأن يتغذى أو يرعى أو يشرب معه من مكان واحد أو من استعمال أدوات الحيوانات المصابة للحيوانات السليمة. وبالجملة كل ما لامس أو قرب من حيوان مصاب, سواء كان إنسانا أو حيوانا, يعتبر حاملا وناقلا للعدوى بين الحيوانات.
أما الحيوانات الصغيرة فإنها تصاب بالمرض من رضعها أمهاتها المصابة بقروح حول حلمة الضرع.
أعراض المرض في المواشي - تبتدئ الأعراض بارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب, ويظهر عليه القلق, ويمتنع عن تناول علفه, ويتحرك بثقل وتكلف, ويقوض بأسنانه, وتنقبض شفتاه. وقد يميل الحيوان للأكل, ولكن يحول دون ذلك وجود البثور المؤلمة في لسانه وباطن شفتيه.
وتكون تلك البثور في أول ظهورها بيضاء ضاربة إلى السمرة. ويختلف حجمها من قدر القرش إلى حجم الريال. وتسيل منها مادة زلالية رائقة, لا تلبث أن تصير كدرة. ثم يسقط غشاء البثور ويبقى مكانها قروح حمراء. فيسيل اللعاب من فم الحيوان المصاب على هيئة خيوط دقيقة. وقد يصاب الضرع بقروح كالتي تؤجد في الفم واللسان. فتحدث فيه التهابا ويتقيح, فيتلف لبنه ويكثر الحيوان من الرقاد, ويمتنع عن السير, وذلك لوجوْد قروح صغيرة مؤلمة بين ظلفيه, فإذا تقيحت تلك القرْوح, التهبت الأظلاف, وعرج الحيوان عرجا ظاهرا. وقد ينفصل الظلف عن سطح الحافر أحيانا من شدة الالتهاب الصديدي. أما الماشية الحامل فإنها تجهض أحياناً إذا اشتدت عليها وطأة المرض, ويقل اللبن في الماشية الحلوب.
الأعراض في الغنم والجمال - أعراض المرض في الغنم أشبه شيء بمثلها في المواشي, غير أن قروح الفم قليلة, ولكن قروح الأظلاف تكون غائرة متقيحة. فيعرج الخروف ويدب على ركبتيه من شدة الألم. وقد يسقط الظلف أحيانا من شدة التقيح. أما الأعراض في الجمال فخفيفة الوطأة, وتنحصر في وجود قروح مختلفة الحجم في فم الجمل.
مدة سير المرض ونسبة النافق بالموت. يسير المرض في أغلب الأحيان سيرا حسنا, إذا عولج الحيوان في أول إصابته. ويشفى في مدة خمسة عشر يوما من بدء ظهور الأعراض عليه. أما نسبة النافق من الحيوانات المصابة فقليل في المواشي, ولكنه كثير بين الحيوانات الصغيرة.
العلاج والاحتياطات الصحية - أول ما يجب عمله عند ظهور مرض الحمى القلاعية, هو تبليغ العمدة, وعزل الماشية المصابة عن السليمة, ووضعها في مكان ظليل, طليق الهواء, بعيد عن الطرق العمومية. ويجب إعطاء الحيوانات المصابة علفا لينا سهل الهضم كالبرسيم أو النجيل أو الردة المملوءة بالماء المغلي, وماء كافيا لسقيها, ويغسل فم الحيوان المصاب بمحلول الملح أو محملول الشبة أو محلول البوريك. وتغسل الأظلاف بمحلول سلفات النحاس. وبعد ذلك تدهن بالقطران, حتى يحضر الطبيب البيطري, ويعمل ذلك يوميا. ويتمّم علاج الحيوان المصاب بالأدوية التي تستعملها وزارة الزراعة لمكافحة هذا المرض. ويجب تطهير أماكن الحيوانات المصابة, ورشها بالجير, وترك الزريبة معرضة للشمس والهواء النقي, مدة من الزمن حتى تتنقى مما فيها من الجراثيم.
أما العلف الملوث بعدوى المواد السائلة من القروح أو الفم أو الأظلاف, فيجب جمعه وحرقه.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید