المنشورات

السَنْتَرْفِيش

بفتح فسكون ففتح فسكون فكسر: يراد به نوع من السكر, وهو المنعقد أول انعقاد بحيث يكون ذرات غير متماسكة, ثم يعالج مرة أخرى فتعقد منه الأقماع المعروفة. وهو أرخص من سكر الأقماع.
ومعنى هذا اللفظ في أصله الأعجمي المبعد عن المركز Centrifuge سنتريفوج. فلما عربته العامة غيرت في ضبطه, وجعلت جيمه الأعجمية شينا. وهو من قولهم Centrifuger Le Sirop أي إبعاد العصير عن المركز. ويراد به في معامل السكر أن يجعل العصير في الدواليب الدوّارة بعد طبخه ويعالج بها حتى تنعقد منه ذرات السكر بسرعة الدوران وتتناثر منفصلة عن باقي العصير.
ويرادفه من الفصيح القَنْد - بفتح فسكون - ويقال له القندة والقنديد, وأصل لفظه معرب. قال في المصباح: «القند: ما يعمل منه السكر. فالسكر من القند كالسمن من الزبد. ويقال: هو معرب». وفي المعرب والدخيل للشيخ مصطفى المدني: «القَند: ما جمد من عصير قصب السكر». وقال البدري في نزهة الأنام 354: «القند: ما يجمد من عصير السكر ثم يتخذ منه السكر» , وهي عبارة مفردات ابن البيطار بنصها. فيعلم من ذلك أنه هو ما نسميه السنترفيش, فإنه ما جمد من العصير, ومنه تعقد أقماع السكر. وقال الخفاجي في شفاء الغليل 179: «القند استعمله العرب وقالوا: سويق مقنود ومقنّد. قال بعضهم: «يا حبذا الكعك بلحم مثرود, وخشكنان مع سويق مقنود» (1).
وهو من شواهد أساس البلاغة, وفيه أيضاً لابن مقبل:
أشاقك ركب ذو بنات ونسوة ... بكرمان يسقِين السويق المقندا
وقال السيد عاصم في ترجمة القاموس: هو ما جمد من عصير قصب السكر ولم يصلح بعد لأن يكون سكرا, ومنه يعقد السكر, وهو معرّب كند في الفارسية.
صبح الأعشى 5/ 83 السكر في الهند لا يجمد بل يكون كالسميذ الأبيض.
أدخل الفرنسيس القند في لغتهم فقالوا: سكرقندي sucre candi واشتقوا منه وذكروا في معاجمهم أنه دخيل من العربية المعربة عن الفارسية إلا أنهم يريدون به السكر البلّوري المسمى الآن بالنبات.





مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید