المنشورات

«حمزة بن حبيب الزيّات» ت 156 هـ

شيخ القراء، الإمام القدوة، الثقة الحجة، عالم القراءات والفرائض، والحديث، العابد الخاشع، مقرئ الكوفة.
هو أبو عمارة، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي، أحد القراء السبعة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «سهل بن محمد التميمي»: قال لنا «سليم» سمعت «حمزة» يقول:
«ولدت سنة ثمانين، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة» اهـ. وقال «الذهبي»: ولد «حمزة» سنة ثمانين، وأدرك الصحابة بالسنّ، فلعله رأى بعضهم، وقرأ «القرآن» عرضا على «الأعمش»، وحمران بن أعين، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي إسحاق، وقرأ أيضا على «طلحة بن مصرف، وجعفر الصادق، وتصدر للاقراء، وقرأ عليه عدد كثير» اهـ (2). وقال «سليم»
عن «حمزة»: قرأت القرآن أربع مرات على «ابن أبي ليلى» (1). وأقول: قرأ «حمزة» على كل من «أبي حمزة حمران بن أعين ت 129 هـ وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ت 132 هـ. وقرأ «أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي» شيخ «حمزة» على «عاصم بن ضمرة، والحارث الهمذاني» على «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه. وقرأ «علي بن أبي طالب» على رسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا يتبيّن أن قراءة «حمزة» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا زال المسلمون يتلقونها، ويقرءون بها حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
ومن يقرأ تاريخ «حمزة» يجده كان مدرسة وحده في تعليم القرآن، ولذا فقد أخذ القراءة عنه عدد كثير منهم: خلف بن هشام البزّار ت 229 هـ وخلاد بن خالد الصيرفي ت 220 هـ وسفيان الثوري ت 161 هـ وعلي بن حمزة الكسائي ت 189 هـ 1 هـ. قال «الذهبي» وقد حدث «حمزة» عن «طلحة بن مصرف، وحبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن مرّة، وعديّ بن ثابت» وآخرين.
كما حدث عنه «الثوري»، وشريك، وأبو الأحوص، وشعيب بن حرب، ويحيى بن آدم، وقبيصة بن عقبة» وأمم سواهم (2).
وقال «محمد بن الحسن النقاش»: كان «حمزة» يجلب الزيت من العراق إلى «حلوان» ويجلب من «حلوان»: الجوز، والجبن، إلى الكوفة (3).
وقال «الذهبي»: كان «حمزة» إماما، حجة، قيّما بكتاب اليه تعالى، حافظا للحديث، بصيرا بالفرائض، والعربية، عابدا، خاشعا، قانتا لله تعالى (4).
وقال «شعيب بن حرب»: أمّ «حمزة» الناس سنة مائة، ودرس «سفيان الثوري القرآن على «حمزة» (1).
وقال «حمزة» عن نفسه: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري، ثم قال: وكان مصحفه على هجاء مصحف «عبد الله بن الزبير». ولقد كان «حمزة» رحمه الله تعالى حجة في قراءة القرآن، فعن «شعيب بن حرب» قال: سمعت «حمزة» يقول: «ما قرأت حرفا إلا بأثر» (2).
وقال «إبراهيم الازرق»: كان «حمزة» يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر المد والهمز والادغام.
وقال «يحيى بن معين»: كان «حمزة» رحمه الله ثقة (3).
وروى «علي بن الحسين» أن «حمزة» قال: إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا، مثل «الجعودة» لها منتهى تنتهي إليه، فإذا زادت صارت «قططا».
وقال «عبد الله بن موسى»: ما رأيت أحدا أقرأ من «حمزة». كما قال «سفيان الثوري»: غلب «حمزة» الناس على القرآن والفرائض.
وقال «أبو عمر الدوري»: حدثنا «أبو المنذر يحيى بن عقيل» قال: كان «الأعمش» إذا رأى «حمزة» قد أقبل قال: هذا حبر القرآن.
وقال «أبو حنيفة» «لحمزة»: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك فيهما، القرآن، والفرائض (4).
ومن يقرأ تاريخ «حمزة» يحكم بأنه كان زاهدا، وكثير العبادة، وهناك أكثر من دليل على ذلك.
قال «عبيد الله بن موسى»: كان «حمزة» يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر، وما بين المغرب والعشاء، وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن» اهـ (1).
وقال «إسحاق بن الجراح» قال «خلف بن تميم»: مات «أبي» وعليه «دين» فأتيت «حمزة» ليكلم صاحب الدين، فقال: ويحك إنه يقرأ عليّ، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء» اهـ (2).
وذكر «جرير بن عبد الحميد» قال: مرّ بي «حمزة» فطلب ماء فأتيته به، فلم يشرب لكوني أحضر القراءة عنده» اهـ (3).
وقال «حسين الجعفي»: «ربما عطش «حمزة» فلا يستقي كراهية أن يصادف من يقرأ عليه» اهـ (4).
توفي «حمزة» بمدينة «حلوان» بمصر سنة ست وخمسين ومائة، بعد حياة كلها عمل وجهاد في تعليم القرآن، رحم الله «حمزة» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید