المنشورات

«ابن خيرون» ت 306 هـ

هو: محمد بن عمر بن خيرون، أبو عبد الله المعافري الأندلسي، شيخ القراء بالقيروان.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى «ابن خيرون» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «أبو بكر بن سيف، وإسماعيل النحاس، ومحمد بن سعيد الأنماطي، وعبيد الله بن محمد» وآخرون. رحل «ابن خيرون» إلى «القيروان» واستوطنها، واشتغل بتعليم القرآن وبخاصة قراءة «نافع» المدني الإمام الاول بالنسبة لأئمة القراءات.
وفي هذا يقول «ابن الجزري: «قدم» ابن خيرون» القيروان بقراءة نافع، وكان الغالب على تلك البلاد قراءة «حمزة» ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص الناس، فلما قدم «ابن خيرون» القيروان اجتمع عليه الناس ورحل إليه القراء من الآفاق. وألف كتاب «الابتداء والتمام» وكتاب «الألفات واللامات» (2).
وكان «ابن خيرون» من المعلمين الحذاق، الذين يحرصون على صحة القراءة مهما كلفهم ذلك من جهد وشدة.
حول هذه المعاني يقول «الإمام الداني»: «وكان ابن خيرون يأخذ أخذا شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش، وسلك أصحابه في ذلك طريقة، وكذلك من أخذ عنهم إلى اليوم، وكان ثقة مأمونا. وإماما في قراءة نافع من رواية ورش عنه»، اهـ (1).
وقد روى القراءة عن «ابن خيرون» عدد كثير منهم: ابناه محمد وعلي، وأبو جعفر أحمد بن أبي بكر وأبو بكر الهوّاري المعلم، وعبد الحكيم بن إبراهيم، وغيرهم (2).
وقد احتل «ابن خيرون» مكانة سامية بين العلماء وعامة المسلمين مما استوجب الثناء عليه، حول هذه المعاني يقول «الذهبي»: «كان «ابن خيرون» رجلا صالحا فاضلا كريم الأخلاق، إماما في القراءة شديد الأخذ، ولم يكن يقرأ أهل إفريقية بحرف نافع إلا خواص الناس حتى قدم «ابن خيرون» فاجتمع عليه الناس» اهـ (3).
توفي «ابن خيرون» بمدينة «سوسة» يوم الاثنين في نصف شعبان سنة ست وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ورواياته. رحم الله «ابن خيرون» رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید