المنشورات

«زيد بن ثابت» رضي الله عنه ت 45 هـ

هو: «زيد بن ثابت» الخزرجي، الأنصاري، شيخ المقرئين، وإمام الفرضيين.
ذكره «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ ضمن الصحابة الذين أتموا حفظ «القرآن الكريم».
وعده «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الاولى من حفاظ القرآن.
يقول «زيد بن ثابت» عن نفسه: «أتى بي النبي صلى الله عليه وسلّم مقدمه المدينة فقالوا: يا رسول الله هذا غلام من «بني النجار» وقد قرأ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة، فقرأت على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأعجبه ذلك، وقال: «يا زيد تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمنهم على كتابي».
قال: فتعلمته فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، وكنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا كتب إليهم اهـ (2).
وعن «زيد بن ثابت» رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته اهـ (1). وعن «زيد» أنه قال:
«أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الخندق وكساني قبطيّة» (2). وهي ثوب من ثياب «مصر» رقيقة بيضاء.
وكان «زيد بن ثابت» من حملة الحجة، وكان «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه يستخلفه إذا حج على «المدينة المنورة» وهو الذي تولّى قسمة الغنائم يوم «اليرموك». وكان «زيد بن ثابت» رضي الله عنه شديد الذكاء، فيه عدل وفطنة وهناك أكثر من شاهد على ذلك، ولكني أكتفي بذكر ما يلي:
أولا: فعن «داود بن أبي هند» عن «أبي نضرة» عن «أبي سعد» قال:
«لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم قام خطباء الأنصار فتكلموا وقالوا: رجل منّا، ورجل منكم، فقام «زيد بن ثابت» فقال: إن رسول الله صلى عليه وسلّم كان من المهاجرين، ونحن أنصاره، وإنما يكون الإمام من المهاجرين، ونحن أنصاره. فقال «أبو بكر» رضي الله عنه: «جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم» اهـ (3).
قرأ على «زيد بن ثابت» عدد كثير منهم: أبو هريرة- وابن عباس- وابن عمر- وأبو سعيد الخدري- وأنس بن مالك- وسهل بن سعد- وأبو أمامة بن سهل- ومروان بن الحكم- وسعيد بن المسيّب- وأبان بن عثمان.
قال «أنس بن مالك»: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أربعة كلهم من الأنصار: «أبيّ، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد» اهـ (4).
وعن «أنس بن مالك» رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
«أفرض أمتي زيد بن ثابت» اهـ (1).
وروى الشعبي عن «مسروق» قال: «كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم: عمر- وعليّ- وابن مسعود- وزيد- وأبيّ- وأبو موسى» اهـ (2). وقال «جعفر بن برقان»: سمعت «الزهري» يقول: «لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس» (3).
وروى «سعيد بن عامر» عن حميد بن الأسود، قال: قال «مالك»:
«كان إمام الناس عندنا بعد «عمر» «زيد بن ثابت». وكان إمام الناس عندنا بعد «زيد» «ابن عمر» اهـ (4).
وقال «عبيد بن السباق» حدثني «زيد» أن «أبا بكر» قال له: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فتتبع «القرآن» فاجمعه، فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال: هو والله خير، فلم يزل «أبو بكر» يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر «أبي بكر وعمر» فكنت أتتبع «القرآن» أجمعه من: الرقاع- والأكتاف والعسب- وصدور الرجال» اهـ (5).
قال «أبو هريرة» رضي الله عنه: لما مات «زيد بن ثابت»: مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في «ابن عباس» منه خلفا اهـ (1).
وقال «عمّار بن أبي عمّار» لما مات «زيد بن ثابت» جلسنا إلى «ابن عباس» في ظلّ، فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير اهـ (2).
قال «الواقدي» توفي «زيد بن ثابت» سنة خمس وأربعين من الهجرة، عن ست وخمسين سنة اهـ (3). رحم الله «زيد بن ثابت» وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید