المنشورات

«أبو موسى الأشعري» رضي الله عنه ت 44 هـ

هو: «أبو موسى الأشعري» عبد الله بن قيس، اليماني، التميمي، أحد مشاهير القراء.
عده «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الاولى من حفاظ القرآن.
قال «حسين المعلم»: سمعت «ابن بريدة» يقول: كان «الأشعري» قصيرا، أثط: أي خفيف شعر اللحية، خفيف الجسم اهـ (2).
وقال أنس بن مالك، رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
«يقدم عليكم غدا قوم هم أرقّ قلوبا للاسلام منكم، فقدم الأشعريون، فلما دنوا جعلوا يرتجزون:
غدا نلقى الأحبه ... محمدا وحزبه
فلما قدموا تصافحوا، فكانوا أول من أحدث المصافحة» (3).
قال «أبو أحمد الحاكم»: أسلم «أبو موسى الأشعري» بمكة، وهاجر إلى الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر بثلاث، فقسم لهم النبي صلى الله عليه وسلّم اهـ (4).
وعن «عياض» الأشعري، قال: لما نزل قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «هم قومك يا أبا موسى وأومأ إليه» (2).
وعن «أبي البختري» قال: أتينا «عليا» رضي الله عنه فسألناه عن أصحاب «محمد» صلى الله عليه وسلّم، قال: عن أيّهم تسألوني؟ قلنا: عن «ابن مسعود» قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى، وكفى به علما، قلنا: «أبو موسى الأشعري»؟ قال: صبغ في العلم صبغة، قلنا: «حذيفة»؟ قال: أعلم أصحاب «محمد» صلى الله عليه وسلّم بالمنافقين، قالوا: «سلمان»؟ قال:
أدرك العلم الاول، والعلم الآخر، بحر لا يدرك قعره، قالوا: «أبو ذر»؟ قال:
«وعى علما عجز عنه» اهـ (3).
وقال «الشعبي» يؤخذ العلم عن ستة: عمر- وعبد الله بن مسعود- وزيد ابن ثابت، يشبه علمهم بعضه بعضا وكان «علي، وأبيّ بن كعب، وأبو موسى» يشبه علمهم بعضه بعضا، يقتبس بعضهم من بعض اهـ (4).
وقال «ابن شوذب»: كان «أبو موسى» إذا صلى الصبح، استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئهم اهـ (5).
قرأ على «أبي موسى الأشعري»: أبو رجاء العطاردي، وحطان الرقاشيّ وحدث عنه: بريدة بن الحصيب، وأبو أمامة الباهلي، وأبو سعيد الخدري، وأنس ابن مالك، وطارق بن شهاب، وسعيد بن المسيب، والأسود بن يزيد، وغيرهم.
وقد أحبه النبي صلى الله عليه وسلّم ودعا له بالمغفرة والجنة: فعن «أبي موسى الأشعري» أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه،
وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» اهـ (1).
وعن «ابن بريدة» عن أبيه قال: «خرجت ليلة من المسجد فإذا النبي صلى الله عليه وسلّم عند باب المسجد قائم، وإذا رجل يصلي، فقال لي: «يا بريدة أتراه يرائي»؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «بل هو مؤمن منيب، لقد أعطى مزمارا من مزامير آل داود» فأتيته، فإذا هو «أبو موسى» فأخبرته (2).
وعن «أنس» رضي الله عنه: أن «أبا موسى» قرأ ليلة فقمن أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم يستمعن لقراءته، فلما أصبح، أخبر بذلك، فقال: لو علمت لحبّرت تحبيرا، ولشوقت تشويقا اهـ (3).
وقال «العجلي»: بعثه «عمر» أميرا على البصرة، فأقرأهم وفقههم ... ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه اهـ (4).
ولقد كان «لأبي موسى الأشعري» المكانة المرموقة، والمنزلة الرفيعة لدى الصحابة والتابعين، يتجلى ذلك من خلال النصوص التالية: روى «أسامة بن زيد» عن صفوان بن سليم قال: لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم غير هؤلاء: عمر، وعليّ ومعاذ، وأبي موسى اهـ (5).
وقال «مسروق»: كان القضاء في الصحابة إلى ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ، وزيد، وأبي موسى اهـ (1).
وقال «الأسود بن يزيد» لم أر بالكوفة أعلم من: علي وأبي موسى اهـ (2).
وقال «أبو عثمان النهدي»: ما سمعت مزمارا، ولا طنبورا، ولا صنجا، أحسن من صوت «أبي موسى الأشعري» إن كان ليصلي بنا فنودّ أنه قرأ البقرة، من حسن صوته اهـ (3).
استعمله النبي صلى الله عليه وسلّم على: «زبيد، وعدن» (4).
ثم ولّي إمرة الكوفة، والبصرة «لعمر» رضي الله عنه.
توفي «أبو موسى الأشعري» في ذي الحجة سنة أربع وأربعين هـ رحم الله «أبا موسى» وجزاه أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید