المنشورات

«يحيى بن وثاب» ت 103 هـ

أحد كبار التابعين، شيخ القراء، وأحد الأئمة الأعلام.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «أبو نعيم» اسم أبيه «وثاب»: «يزدويه بن ماهويه» سباه «مجاشع بن مسعود» السّلمي من «قاشان» إذ افتتحها.
وكان «وثاب» من أبناء أشرافها، ثم وقع في سهم «ابن عباس» رضي الله عنهما. فسماه «وثّابا» وتزوج فولد له «يحيى» ثم استأذن «ابن عباس» في الرجوع إلى «قاشان» فأذن له، فدخل هو وابنه «يحيى» الكوفة، فقال «يحيى»: يا أبت إني آثرت العلم على المال، فأذن له في المقام، فأقبل على «القرآن» وتلا على أصحاب «عليّ بن أبي طالب، وابن مسعود» حتى صار أقرأ أهل زمانه، فأورث وثاب عقبه، فحازوا رئاسة الدارين، لأن «يحيى» فاق نظراءه في القرآن، والآثار.
وفاق خالد بن وثاب وولداه، أزهر، ومخلد في رئاسة الدنيا والولايات واتصلت رئاسة عقبه إلى أيامنا بأصبهان، ولهم الصيت والذكر والثروة والثناية (1).
وقال «أبو عمرو الداني»: أخذ «يحيى بن وثاب» القراءة عرضا عن «علقمة بن قيس» ومسروق، والأسود، والشيباني، والسلمي» اهـ.
وقال «الذهبي»: الثبت أنه قرأ القرآن كله على «عبيد بن نضلة، صاحب علقمة» اهـ (2).
وروى «أبو بكر بن عياش» عن «عاصم» قال: تعلم «يحيى بن وثاب» من «عبيد بن أبي نضلة» آية آية، وكان والله قارئا (3).
وقال «يحيى بن آدم»: سمعت «الحسن بن صالح» يقول: قرأ «يحيى ابن وثاب» على «علقمة بن قيس» وقرأ «علقمة» على «ابن مسعود» رضي الله عنه. فأيّ قراءة أفضل من هذه (4).
وقال «ابن خاقان»: وكان من قراء أهل الكوفة «يحيى بن وثاب، وعاصم، والأعمش، وكان هؤلاء من بني أسد موالي، وكان أقدم الثلاثة وأعلاهم «يحيى بن وثاب» اهـ (5).
وقال «الذهبي»: حدث «يحيى بن وثاب» عن «ابن عباس، وابن عمر»، وروى مرسلا عن «عائشة، وأبي هريرة، وابن مسعود»، وروى أيضا عن «ابن الزبير، ومسروق، وعلقمة، والأسود بن يزيد، وعبيدة السّلمي وأبي عمرو الشيباني» اهـ (1).
قال «الذهبي»: وقرأ على «يحيى بن وثاب» «الأعمش، وطلحة بن مصرف، وأبو حصين، وحمدان بن أعين، وغيرهم» وحدث عنه «عاصم، وأبو العميس عتبة المسعودي، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، وقتادة، والأعمش وغيرهم» اهـ (2).
وروى «يحيى بن عيسى الرملي» عن «الأعمش» قال: كان «يحيى بن وثاب» من أحسن الناس صوتا بالقراءة، ربما اشتهيت أن أقبّل رأسه من حسن قراءته، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد (3).
توفي «يحيى بن وثاب» سنة ثلاث ومائة من الهجرة، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام. رحم الله «يحيى بن وثاب» وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید