المنشورات

«يعقوب الحضرمي» ت 205 هـ

هو: «أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي».
الامام الكبير، عالم القراءات، والنحو، والفقه، والحديث، الحجة، الثقة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «ابن الجزري»: وكان «يعقوب الحضرمي» إماما كبيرا، ثقة، عالما، صالحا، دينا، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد «أبي عمرو بن العلاء البصري» وكان إمام جامع «البصرة» سنين (2).
وقال «طاهر بن غلبون»: كان «يعقوب الحضرمي» إمام أهل البصرة بالجامع، لا يقرأ إلا بقراءته اهـ (3).
ولقد تتلمذ «يعقوب الحضرمي» على مشاهير علماء عصره وأخذ عنهم القراءات القرآنية، ولنستمع إليه وهو يقول عن نفسه: «قرأت على «سلام»
في سنة ونصف، وقرأت على «شهاب بن شرنفة المجاشعيّ» في خمسة أيام، وقرأت على «شهاب بن مسلمة بن محارب المحاربي» في تسعة أيام، وقرأ «مسلمة» على «أبي الأسود الدؤلي» على «الإمام علي بن أبي طالب» رضي الله عنه اهـ (1).
وأقول: لقد تتبعت شيوخ «يعقوب الحضرمي» فوجدته قرأ على كل من:
1 - أبي المنذر سلام بن سليمان المزني ت 171 هـ 2 - شهاب بن شرنفة المجاشعيّ ت 162 هـ 3 - أبي يحيى مهدي بن ميمون ت 171 هـ 4 - أبي الأشهب جعفر بن حبان ت 165 هـ.
وقرأ «أبو المنذر سلام بن سليمان المزني» على كل من:
1 - «عاصم» الكوفي، وهو الإمام الخامس.
2 - «وأبي عمرو بن العلاء» وهو الإمام الثاني.
وقرأ «شهاب بن شرنفة» شيخ يعقوب على كل من:
1 - أبي عبد الله هارون بن موسى العتكي الأعور ت 198 هـ 2 - المعلى بن عيسى وقرأ «أبو يحيى مهدي بن ميمون» شيخ يعقوب على كل من:
1 - شعيب بن الحبحاب البصري ت 130 هـ 2 - أبي العالية الرياحي.
وقرأ «أبو الأشهب» شيخ يعقوب على:
«أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي» ت 105 هـ.
وقرأ «أبو رجاء العطاردي» على «أبي موسى الأشعري» وقرأ «أبو موسى الأشعري» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (1).
من هذا يتبين أن قراءة «يعقوب الحضرمي» صحيحة، ومتواترة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن.
وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما تتلمذ على «يعقوب الحضرمي» عدد كثير، لأنه كان مدرسة وحده، منهم: «زيد ابن أخيه أحمد، وكعب بن إبراهيم، وعمر السراج، وحميد بن الوزير، والمنهال بن شاذان، ورويس: عبد الله محمد بن المتوكل، وروح: أبو الحسن بن عبد المؤمن».
ولقد بلغ «يعقوب الحضرمي» المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة، في تعليم القرآن، ورواياته، وقراءاته، مما استوجب ثناء العلماء عليه:
يقول «أبو القاسم الهذلي»: لم ير في زمن «يعقوب» مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا، تقيّا، نقيّا، ورعا، زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه في الصلاة، ولم يشعر، وردّ إليه ولم يشعر، لشغله بالصلاة اهـ (2).
هو: أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القرآن، وعلله، ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، ولحديث الفقهاء (3).
وقال «ابن أبي حاتم» سئل «أحمد بن حنبل» عن «يعقوب الحضرمي» فقال: صدوق، وسئل عنه: «أبي» فقال: صدوق اهـ (1).
وقال «أبو الحسن بن المنادي» في أول كتابه «الايجاز والاقتصار في القراءات الثمان»: كان يعقوب الحضرمي أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه، وكان السجستاني من أحد غلمانه اهـ (2).
وقال «السعيدي»: كان «يعقوب الحضرمي» من أعلم أهل زمانه بالقرآن، والنحو، وغيره، وأبوه، وجدّه.
وقال «الأهوازي»: أنشدني فيه «أبو عبد الله محمد بن أحمد»:
أبوه من القراء كان وجدّه ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرّده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
وقال «مروان بن عبد الملك»: سمعت «أبا حاتم» يقول: «يعقوب بن إسحاق» من أهل بيت العلم بالقرآن، والعربية، وكلام العرب، والرواية الكثيرة، والحروف، والفقه، وكان أقرأ القراء، وكان أعلم من أدركنا، ورأينا بالحروف، والاختلاف في القرآن، وتعليله، ومذاهب أهل النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء اهـ (3).
وقال «ابن الجزري»: ومن أعجب العجب، بل من أكبر الخطإ جعل قراءة «يعقوب» من الشواذ، الذي لا تجوز القراءة به، ولا الصلاة، وهذا شيء لا نعرفه قبل إلّا في هذا الزمان ممن لا يقول على قوله، ولا يلتفت إلى اختياره، فليعلم أنه لا فرق بين قراءة «يعقوب» وقراءة غيره من السبعة عند أئمة الدين المحققين، وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه اهـ (1).
توفي «يعقوب الحضرمي» في ذي الحجة سنة 205 هـ خمس ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وقراءاته. رحم الله «يعقوب الحضرمي» رحمة واسعة وجزاه
الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید