المنشورات

«إبراهيم بن أحمد» ت 870 هـ

هو: إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج المقدسي الدمشقي الشافعي. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بصفد، ونشأ بها فحفظ القرآن تجويدا على «الشهاب حسن بن حسن الفرغني» إمام جامعها، وحفظ بعض «المنهاج» في فقه الشافعي.
ثم انتقل من «صفد» قريبا من سنّ البلوغ مع أبيه إلى «الشام» فأخذ الفقه عن الشرق «الغربي» وغيره، ثم لازم «النور الأنباري» حتى حمل عنه الكثير من الفقه، والعربية، واللغة، وانتفع به كثيرا في علوم الأدب وغيرها.
ثم رحل إلى «مصر» سنة أربع وثمانمائة تقريبا، فأخذ عن «السراج البلقيني» ولازمه مدة سنة كما أخذ عن «الكمال الدميري» بعض مصنفاته.
وبعد أن قضى بمصر بضع سنوات يأخذ عن علمائها، عاد إلى بلده «باعون» وهي قرية من قرى «حوران» بالقرب من «عجلون» فأقام بها على أحسن حال، وأجمل طريقة.
ثم باشر نيابة الحكم عن أبيه، والخطابة بجامع بني أمية، وتولى مشيخة الشيوخ، وكان حسن السيرة، محمود العاقبة في جميع الأعمال التي قام بها، ومما اشتهر عنه أنه كان يتمسك بالحق ولا يلتفت إلى وساطة الكبراء، وشفاعة الشفعاء.
وقد ترك للمكتبة الإسلامية والعربية بعض المؤلفات منها: «مختصر الصحاح للجوهري» وهو مختصر حسن لطيف. وله ديوان خطب، ورسائل، وديوان شعر أتى فيه نحو مائة وخمسين مقطوعا، أودع كلا منها معنى غريبا غير الآخر، ومن شعره:
سل الله ربك ما عنده ... ولا تسأل الناس ما عندهم
ولا تبتغ من سواه الغنا ... وكن عبده لا تكن عبدهم
وله أيضا:
سئمت من الدنيا وصحبة أهلها ... وأصبحت مرتاحا إلى نقلتي منها
والله ما آسى عليها وإنني ... وإن رغبت في صحبتي راغب عنها
وله أيضا:
إذا استغنى الصديق وصا ... ر ذا وصل وذا قطع
ولم يبدا احتفالا بي ... ولم يحرص على نفعي
فأنأى عنه واستغني ... بجاه الصبر والقنع
وأحسب أنه ما مرّ ... في الدنيا على سمعي
ثم أصبح «إبراهيم بن أحمد» شيخ الأدب بالبلاد الشامية بغير مدافع، كذا وصفه كل من «السخاوي» في تاريخه، وابن حجر في معجمه. وقال «المقريزي»: إنه مهر في عدة فنون سيما الأدب فله النظم الجيّد.
وكان يحكى أن «الزينبي عبد الباسط» قال له إن مراسلاتك المسجعة إلينا تبلغ أربعة مجلدات. يفهم من هذا أنه كان بارعا في الكتابة، يقول «الشوكاني»: والحاصل أنه وقع الاتفاق من جميع من ترجم له على أنه لم يكن في عصره من يدانيه في النظم والنثر (1).
توفي «إبراهيم بن أحمد» يوم الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة سبعين وثمانمائة، وصلّى عليه بالجامع المظفري، ودفن بالروضة من سفح قاسيون.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید