المنشورات

«إبراهيم بن عمر» ت 885 هـ

هو: إبراهيم بن عمر بن حسن بن الربا: بضم الراء بعدها باء موحدة خفيفة، ابن أبي بكر البقاعي. نزيل القاهرة ثم دمشق.
وهو أستاذ ثقة ضابط حجة، قارئ، محدث، مفسّر، مؤلف.
ولد تقريبا سنة تسع وثمان مائة بقرية من عمل «البقاع» ثم تحوّل إلى «دمشق» ثم فارقها ودخل بيت المقدس، ثم رحل إلى «القاهرة»، وفي القاهرة اتصل بعلمائها وأخذ عنهم القراءات القرآنية، والفقه، والنحو، وغير ذلك من العلوم.
فقد قرأ القراءات على «الجزري» جمعا بالعشرة، إلى سورة «البقرة».
وقرأ على «التاج بن بهادر» الفقه، والنحو.
وأخذ عن «الحافظ ابن حجر، وأبي الفضل المغربي» وغيرهما وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران.
ثم صنف الكثير من الكتب في شتى العلوم، وفي هذا يقول «محمد بن علي الشوكاني» ت 1250 هـ:
ومن أمعن النظر في كتاب «إبراهيم بن عمر» الذي جعله في المناسبات بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول، والمنقول.
ثم يستطرد «الشوكاني» قائلا: وكثيرا ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفسير، ومختصراتها، فلا أجد ما يشفي، وأرجع الى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب (1).
وقد رحل «إبراهيم بن عمر» إلى الحجاز فأدّى فريضة الحج، ثم عاد إلى «القاهرة» وجلس للتعليم، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه في شتى الفنون. ثم عاد إلى «دمشق» بعد حياة حافلة بطلب العلم، والتعليم والتصنيف فوافاه الأجل المحتوم وتوفي ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمائة، ودفن خارج «دمشق» من جهة قبر عاتكة.
وتذكر لنا كتب التاريخ أن «إبراهيم بن عمر» رثى نفسه في حياته فقال:
نعم انني عما قريب لميت ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
كأنك بي أنعى عليك وعندها ... ترى خيرا صمّت له الأذنان
فلا حسد يبقى لديك ولا قلى ... فينطق في مدحي بأيّ معان
وتنظر أوصافي فتعلم أنها ... علت عن مدان في أعزّ مكان
فكم من عزيز بي بذل جماحه ... ويطمع فيه ذو شقا وهوان
فيا ربّ من تفجأ بهول يودّه ... ولو كنت موجودا لديه دعاني
رحم الله «إبراهيم بن عمر» وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید