المنشورات

«أحمد بن إسماعيل» ت 783 هـ

وأحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن بريدة، بالتصغير، الشهاب الإبشيطي، القاهري الأزهري الشافعي.
كان رحمه الله تعالى من خيرة القراء، والفقهاء، والمحدثين، والمؤلفين. ولد سنة اثنتين وثمان مائة بإبشيط: بكسر الهمزة ثم موحدة ساكنة بعدها شين معجمة، ثم ياء تحتية، وطاء مهملة: قرية من قرى المحلة الكبرى من الغربية إحدى مدن مصر، ونشأ ببلدته، وحفظ القرآن، وكذا العمدة، والتبريزي، وأخذ الفقه عن «ابن الصواف، وابن حميد» وتلا القرآن على الشيخ «الرمسيسي».
ثم انتقل إلى القاهرة في سنة عشرين وثمان مائة، وقطن بالجامع الأزهر مدّة من الزمن لتلقي العلم عن العلماء، فأخذ الفقه عن «البرهان البيجوري» والشمس البرماوي» وغيرهما. وأخذ المنطق عن «العز بن عبد السلام» والنحو عن «الشهاب أحمد الصنهاجي» وغيره، وسمع الحديث عن جماعة منهم:
الحافظ ابن حجر».
وبرع في كثير من العلوم منها: الفقه، وأصوله، وعلوم العربية، والفرائض والحساب، والعروض، والمنطق، وغير ذلك.
تصدّر «أحمد بن إسماعيل» للإقراء، واشتهر بين الناس بالثقة وكثرة العلم، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه. وممن أخذ عنه «البكري، والجوهري» وغيرهما.
عرف «أحمد بن إسماعيل» بقول النظم، ومن نظمه في السبع المنجيات:
المنجيات السبع منها الواقعة ... وقبلها ياسين تلك الجامعة
والخمس الانشراح والدخان ... والملك والبروج والإنسان
احتلّ «أحمد بن إسماعيل» مكانة سامية، ومنزلة رفيعة بين الخاص والعام مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الإمام الشوكاني»: عرف «أحمد ابن اسماعيل» بالزهد، والعبادة، ومزيد التقشف، والإيثار، والانعزال، والإقبال على الخير مع قلة ذات يده، بحيث لم يكن في بيته شيء يفرشه، لا حصير ولا غيره، بل كان ينام على «باب». ثم حج في سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وزار المسجد النبوي الشريف، وسلم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وانقطع بالمدينة المنورة، وعظم انتفاع أهلها به، وكان ذلك كلمة إجماع، وصار في غالب السنين يحج من المدينة المنورة، ثم جاور بمكة، في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة (1).
ترك «أحمد بن إسماعيل» للمكتبة الإسلامية بعض التصانيف منها: «ناسخ القرآن ومنسوخه» ونظم «أبي شجاع» في الفقه الشافعي، ونظم «الناسخ والمنسوخ» للبارزي، وشرح «الرحبية» و «المنهج»، و «مختصر ابن الحاجب» و «تصريف ابن مالك» وإيساغوجي، والخزرجية، وغير ذلك.
وبعد هذه الحياة المزهرة بالعلم، والتصنيف، والتعليم، توفي «أحمد بن إسماعيل» بالمدينة المنورة بعد عصر يوم الجمعة تاسع رمضان سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. ودفن بالبقيع بالقرب من قبر الإمام مالك رحمهما الله تعالى.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید