المنشورات

«أحمد بن إسماعيل» ت 793 هـ

هو: أحمد بن إسماعيل بن عثمان التبريزي القاهري، ثم الرومي الشافعي عالم بلاد الروم. وهو من خيرة العلماء في القراءات، والفقه، والحديث، والنحو.
ولد سنة ثلاث عشرة وثمان مائة بقرية من «كوران» ثم حفظ «القرآن الكريم» وقرأ بالسبعة على «القزويني البغدادي» وقرأ عليه «الكشاف» وحاشيته «للتفتازاني».
كما أخذ عن «القزويني البغدادي» الكثير من العلوم مثل: النحو، والبيان، والمعاني، والعروض، والفقه، وغير ذلك. كما أخذ عن «الجلال الحلواني» علوم العربية، وهكذا اشتغل بتحصيل العلوم حتى برع في علوم العربية، والبلاغة وغير ذلك من العلوم العقلية.
ثم جال في «بغداد، وديار بكر» وبعد ذلك رحل إلى «دمشق» في حدود الثلاثين وثمان مائة فلازم «العلاء البخاري» وانتفع به.
ثم قدم مع شيخه «الجلال الحلواني» بيت المقدس، وقرأ عليه في كتاب «الكشاف» للتفتازاني.
ثم قدم «القاهرة» في حدود سنة خمس وثلاثين وثمان مائة، وهو فقير جدّا، فأخذ عن «ابن حجر» «البخاري» وشرح الألفية للعراقي، ولازمه.
وسمع صحيح مسلم عن «ابن الزركشي» ولازم الشيخ «الشرواني» كثيرا وقرأ عليه «صحيح مسلم والشاطبية». ولازم حضور مجالس العلماء كمجلس قراءة البخاري بحضرة «السلطان» وغيره. واتصل بالكمال البازري فنوّه به حتى اشتهر، وناظر الأماثل.
واشتهر بالطلاقة، والبراعة حتى ذاع صيته فانثالت عليه الدنيا وأتته طائعة.
جلس «أحمد بن إسماعيل» للتعليم واشتهر بين الناس بالثقة وكثرة العلم وأقبل عليه الطلاب، يأخذون عنه، وانتفع به الكثيرون.
ثم خرج من «القاهرة» وعاد إلى «الروم» وعظم أمره عند ملك «الروم» وحسنت حاله بحيث لم يكن عند السلطان «محمد مراد» أحظى منه، وما زال يترقى في المناصب حتى استقر في قضاء العسكر، ثم انتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى، وتردد إليه الأكابر.
وقد مدح «السلطان محمد مراد» بعدة قصائد، ومما جاء فيها:
هو الشمس إلا أنه الليث باسلا ... هو البحر إلا أنه مالك البرّ
صنّف «أحمد بن إسماعيل» بعض الكتب النافعة المفيدة منها: شرح على البخاري، وعمل تفسيرا للقرآن الكريم.
ثم أنشأ «باسطنبول» جامعا ومدرسة سمّاها «دار الحديث» وانثالت عليه الدنيا، وعمّر الدور، وانتشر علمه.
ولم يزل على جلالته حتى مات في أواخر سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصلى عليه السلطان.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید