المنشورات

«أبو بكر الخيّاط» ت 467 هـ

هو: محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو بكر البغدادي المعروف بابن الخياط. وهو من خيرة القراء الثقات، ومن الأئمة المجوّدين المسندين.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وحفظ القرآن، وأخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد كبير من خيرة العلماء.
وفي مقدمتهم: «محمد بن شاذان، أبو بكر الجوهري، البغدادي» وهو مقرئ حاذق، محدّث ثقة مشهور، أخذ القراءة عن مشاهير العلماء منهم:
«عبد الله بن صالح العجلي».
وحدّث عن «هوذة بن خليفة» و «زكريا بن عدي».
جلس «ابن شاذان» لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر النقّاش»، وروى عنه «أبو بكر النجاد،
وقاسم بن أصبغ».
توفي «ابن شاذان» سنة ست وثمانين ومائتين، وقد نيف على التسعين رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري، وهو من خيرة القراء المشهورين، شيخ الدينور، وإمام جامعها، قدم إليها بعيد الأربعين وأقرأ بها.
أخذ «ابن المظفر» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم: «الحسين بن محمد بن حبش الدينوري». تصدّر «ابن المظفر» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. ومن الذين قرءوا عليه: «أبو بكر الخياط، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي».
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط»: «عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو أحمد الفرضي»، وهو من خير القراء، ومن المحدثين، المشهورين بالثقة، والأمانة وجودة الضبط، أثنى عليه الكثيرون، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»:
«كان «أبو أحمد» ثقة، ورعا، ديّنا، حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال:
«اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم، وقراءة، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله» اه (1).
أخذ «أبو أحمد الفرضي» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم «أبو الحسن بن بويان».
تصدر «أبو أحمد الفرضي» لتعليم القرآن، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم، يأخذون عنه، وينهلون من علمه، وقد أخذ عنه القراءة عرضا «الحسن ابن محمد البغدادي».
وروى القراءة عنه سماعا «عبد الله بن محمد» شيخ الداني. كما سمع «أبو أحمد الفرضي» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم من «القاضي المحاملي» و «يوسف ابن البهلول» وحضر مجلس «أبي بكر بن الأنباري» العلامة المشهور باللغة، والقراءات، وعلوم القرآن. توفي «أبو أحمد الفرضي» سنة ست وأربعمائة، وله اثنتان وثمانون سنة. رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «أبو الحسن السوسنجردي» وهو من مشاهير القراء، الثقات، ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وأخذ القراءة عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: «زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد ابن أبي هاشم» وغيرهما.
تصدّر «أبو الحسن السوسنجردي» لتعليم القرآن، واشتهر بجودة القراءة، وحسن الأداء، وأقبل عليه حفاظ القرآن، وقراء القراءات، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو بكر الخياط، ونصر بن عبد العزيز الفارسي» وغيرهما.
توفي «السوسنجردي» يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة، عن نيف وثمانين.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن الحمامي، وهو من مشاهير القراء، وشيخ قراء العراق، ومسند الآفاق، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
أخذ «أبو الحسن الحمامي» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم «أبو بكر النقاش، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي» وغيرهما.
اشتهر «أبو الحسن الحمامي» بالثقة، والضبط، وحسن الأداء، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: كان «أبو الحسن الحمّامي» صدوقا، ديّنا، فاضلا، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها (1).
وبعد أن اكتملت مواهب «أبي الحسن الحمامي» تصدر لتعليم القرآن، وأقبل عليه المشتغلون بالقرآن، ومن الذين قرءوا عليه: «أحمد بن الحسن بن اللحياني» وآخرون.
توفي «الحمامي» في شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عبيد الله بن عمر بن محمد بن عيسى، أبو الفرج المصاحفي البغدادي، وهو من خيرة العلماء الأجلاء، ومن الثقات المشهورين، أخذ «عبيد الله» القراءة عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «زيد بن أبي بلال، والحسن بن داود النقّار».
ثم تصدّر «عبيد الله بن عمر» لتعليم القرآن، واشتهر بضبط القراءة، وتجويد القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه، وفي مقدمة من قرا عليه: «عليّ بن فارس الخياط، وأبو بكر الخياط». توفي «عبيد الله» سنة إحدى وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «أحمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن الهيثم بن طهما، أبو الحسن المقرئ، المعروف بابن البادي».
وهو من خيرة القراء العاملين، ومن الثقات المشهورين، أخذ «أحمد بن عليّ» القراءة على خيرة القراء، وفي مقدمتهم: «أحمد بن محمد بن هارون الهبيري».
ثم جلس «أحمد بن عليّ» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الحفاظ يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو بكر الخياط». توفي «أحمد بن علي» في ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عليّ بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الحسن الحذّاء، وهو شيخ مقرئ ضابط، ثقة مشهور.
أخذ «علي بن محمد» القراءة على خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«إبراهيم بن الحسين بن عبد الله الشطّيّ». ثم تصدّر «علي بن محمد» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه «أبو بكر الخياط». توفي «علي بن محمد» في المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
أخذ «أبو بكر الخياط» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة علماء الحديث، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: وسمع «أبو بكر الخياط» من «أبي الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي» ومن في طبقتهما (1).
اشتهر «أبو بكر الخياط» بالثقة، وكثرة العلم، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: «وكان كبير القدر، عديم النظير، بصيرا بالقراءات، صالحا، عابدا ورعا، بكاء، قانتا، خشن العيش، فقيرا، متعففا، ثقة، فقيها، على مذهب الإمام أحمد» (2).
تصدّر «أبو بكر الخياط» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته في الآفاق، وتزاحم عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ويقرءون عليه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد أبو عبد الله البارع البغدادي الدبّاس. وهو من مشاهير القراء، ومن المؤلفين الأجلاء، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
احتل «أبو عبد الله البارع» منزلة رفيعة، ومكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»: هو مقرئ صالح، وأديب مفلق، صاحب رواية كتاب «الشمس النيّرة في التسعة الشهيرة» ألّفه له «أبو محمد سبط الخياط» (3).
أخذ «أبو عبد الله البارع» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم «أبو بكر الخياط، وأبو القاسم يوسف بن الغوري» وغيرهما.
جلس «أبو عبد الله البارع» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي، وعليّ بن المرجّب البطائحي». توفي «أبو عبد الله البارع» سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن الفراء، أبو منصور البغدادي، وهو من شيوخ القراءات المتصدرين، ومن العلماء العاملين الذين أوقفوا حياتهم على خدمة القرآن الكريم. أخذ «محمد بن علي بن منصور» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «أبو بكر الخياط».
تصدّر «محمد بن علي بن منصور» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ».
ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: «محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الكريم أبو بكر الشيباني البغدادي، المزرقي بفتح الميم وهو من خيرة العلماء العارفين بالفرائض، ومن علماء القراءات، ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
احتلّ «محمد بن الحسين» منزلة رفيعة بين العلماء، وكانت له سيرة عطرة بين الجميع مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان من ثقات العلماء.
أخذ «محمد بن الحسين» القراءات القرآنية عن «أبي بكر الخياط» كما سمع حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم من عدد من علماء الحديث وفي مقدمتهم: «أبو سلمة، وابن المأمون».
تصدّر «محمد بن الحسين» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبو يوسف المديني، وأبو الفرج ابن الجوزي» توفي «محمد بن الحسين» سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم أبو القاسم البغدادي، وهو من القراء الثقات المشهورين، ومن الحذاق الضابطين، كما كانت له سمعة حسنة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: «هو أحد من عني بالقراءات، وتبحّر فيها، وتصدر للإقراء» (1).
أخذ «هبة الله بن جعفر» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم: «أبو جعفر، وأبو بكر الخياط».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر للإقراء، وتعليم القرآن وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو الحسن الحمامي، والإمام أبو بكر بن مهران» وعليه اعتماده في كتبه.
لم يحدّد المؤرخون تاريخ وفاة «هبة الله بن جعفر». إلا أن «ابن الجزري» قال: وبقي فيما أحسب إلى حدود الخمسين وثلاثمائة رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: «محمد بن عليّ أبو ياسر الحمامي، البغدادي». وهو من خيرة القراء الثقات، ومن المؤلفين المشهورين، صاحب كتاب «الإيجاز في القراءات العشر».
أخذ «أبو ياسر الحمّامي» القراءات القرآنية عن خيرة العلماء، فقد قرأ روايات القراءات على «أبي علي غلام الهرّاس، وأبي بكر الخياط». جلس «أبو ياسر الحمّامي» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو نصر أحمد ابن محمد بن بغراج».
كما سمع «أبو ياسر الحمامي» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم من العلماء المحدثين، وفي مقدمتهم: «أبو جعفر بن المسلمة». توفي «أبو ياسر الحمامي» في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: يحيى بن الخطاب ابن عبيد الله بن منصور بن البزاز، النهري البغدادي، وهو من شيوخ القراءات المشهورين، ومن الحذاق المتصدرين. أخذ «يحيى بن الخطاب» القراءة وحروف القراءات عن عدد من خيرة القراء وفي مقدمتهم: «أبو بكر الخياط». وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة «الحسن بن أحمد بن الحسن».
ومن الذين أخذوا القراءة عن «أبي بكر الخياط»: «المبارك بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن فتحان، أبو الكرم الشهرزوري» وهو من خيرة علماء القراءات المعروفين بالثقة، وصحة القراءة، وجودة الضبط، ومن المؤلفين المشهورين.
ألّف كتاب «المصباح الزاهر في العشر البواهر» وهو من أحسن ما ألف في علم القراءات. تلقاه العلماء بالرضا والقبول، وتدارسوه جيلا بعد جيل. ولا زال علماء القراءات يرجعون إلى مخطوطه حتى الآن.
أخذ «أبو الكرم الشهرزوري» حروف القراءات عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم «أبو بكر الخياط».
تصدّر «أبو الكرم الشهرزوري» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بين الخاص والعام، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة: «محمد بن محمد بن هارون بن الكمال الحلبي».
وبعد حياة حافلة بطلب العلم، والتدريس، والتصنيف، توفي «أبو بكر الخياط» سنة سبع وستين واربعمائة هـ.
رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید