المنشورات

«أبو معشر الطّبري» ت 478 هـ

هو: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي، أبو معشر الطبري القطان، وهو من خيرة القرّاء، ومن الثقات المشهورين، وصاحب المؤلفات النافعة المفيدة. فقد ألف كتاب «التلخيص في القراءات الثمان» وكتاب «سوق العروس» فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب «الدّرر في التفسير» وكتاب «الرشاد في شرح القراءات الشاذة، وكتاب «عنوان المسائل»، وكتاب «طبقات القراء، وكتاب «العدد»، وكتابا في اللغة.
احتلّ «أبو معشر الطبري» مكانة سامية، ومنزلة رفيعة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»:
«هو شيخ أهل مكة، وإمام عارف، محقق، استاذ كامل، ثقة» (2).
أخذ «أبو معشر الطبري» القراءة، وحروف القرآن عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الحسيني». وهو من خيرة القراء المشهورين بالثقة، والصلاح، ومن المعمّرين. احتلّ «عليّ بن محمد» مكانة سامية ومنزلة رفيعة، وسيرة حسنة، مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «الإمام الداني»:
«أبو القاسم الحسيني، آخر من قرأ على «النقاش» وكان ضابطا، ثقة،مشهورا، أقرأ بحرّان دهرا طويلا» اه (1).
أخذ «أبو القاسم الحسيني» القراءة، وحروف القرآن عن عدد من العلماء فقد قرأ بالروايات على «أبي بكر النقاش» وسمع منه تفسيره.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن والقراءات، واشتهر بالثقة، وصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، وفي مقدمة من قرأ عليه «أبو معشر الطبري».
توفي «أبو القاسم الحسيني» في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام، أبو عبد الله الكارزيني الفارسي»، وهو من مشاهير القراء الثقات الضابطين، انفرد بعلوّ الإسناد في زمانه، قال عنه «الإمام الذهبي»: «محمد بن الحسين، مسند القراء في زمانه، تنقّل في البلاد، وجاور بمكة المكرمة، وعاش تسعين سنة أو دونها، لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة» (2).
أخذ «محمد بن الحسين» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«الحسن بن سعيد المطوعي» وهو آخر من قرأ عليه.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «محمد بن الحسين».
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله، المعروف بابن نفيس، أبو العباس الطرابلسي الأصل ثم المصري.
وهو من القراء المشهود لهم بالثقة، والأمانة، وصحّة الإسناد، ومن المعمّرين، انتهى إليه علوّ الإسناد في زمانه.
أخذ القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم: «أبو أحمد عبد الله السامري، وأبو طاهر الأنطاكي» وغيرهما.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:
«أبو معشر الطبري».
توفي «أحمد بن سعيد» في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
وقيل: سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحدّاد، أبو محمد المصري»، وهو من القراء الكبار المشهود لهم بالثقة وصحة الإسناد.
أخذ القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «قسيم بن مطير». ثم تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بين الناس بصحة الإسناد، وأقبل الطلاب عليه يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «أبو معشر الطبري».
توفي «إسماعيل بن عمرو» سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار».
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وهو من مشاهير علماء القراءات، ومن الثقات المؤلفين، صاحب كتاب «جامع الوقوف».
أثنى عليه الكثيرون من العلماء، وفي هذا يقول «أبو سعيد بن السمعاني»:
«كان مقرئا، فاضلا، كثير التصانيف، حسن السيرة، متعبّدا، حسن العيش قانعا باليسير، يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث» اه (1).
وقال «عبد الغافر الفارسي»: كان ثقة جوّالا، إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وهو ثقة، ورع، عارف بالقراءات، والروايات، عالم بالأدب، والنحو، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي، وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم» اه (2).
رحل «عبد الرحمن بن أحمد» إلى كثير من المدن، والبلاد من أجل تلقي العلم، والأخذ عن الشيوخ، وكانت رحلته الأولى وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومكث في طوافه بالبلاد إحدى وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
أخذ «عبد الرحمن بن أحمد» القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات، منهم: «علي بن داود الدارانيّ، وأبو الحسن الحمامي» وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه، ويأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري».
توفي «عبد الرحمن بن أحمد» في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «علي بن الحسين بن زكريا، أبو الحسن الطريثيثي»، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والاتقان.
أخذ القراءة عن عدد من خيرة القراء، وفي مقدمتهم: «أبو أحمد عبيد الله ابن مهران، وأبو علي الأهوازي».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «علي بن الحسين».
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «الحسن بن علي بن إبراهيم ابن يزداد، أبو علي الأهوازي» ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز. وهو من مشاهير القراء، ومن الثقات المعروفين بصحة الإسناد.
أخذ القراءات عن عدد كبير من علماء القراءات، وفي مقدمتهم: «إبراهيم ابن أحمد بن محمد الطبري البغدادي».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالصحة، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وفي مقدمة من قرأ عليه «أبو معشر الطبري».
توفي «الحسن بن علي» في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة بدمشق.
رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
كما أخذ «أبو معشر الطبري» القراءة عن مشاهير القراء، أخذ كذلك سنة الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن عدد من خيرة المحدثين، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: «وسمع الحديث من «أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النعمان تراب بن عمر، وعبد الله بن يوسف، وأبي الطيب الطبري» اه (1).
وبعد أن اكتملت مواهب «أبي معشر الطبري» تصدر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته بين الناس، واشتهر بالثقة وصحة
الإسناد، وأقبل عليه الطلاب من كل فجّ عميق يأخذون عنه ويتلقون عليه، ومن تلاميذه في القراءة: «الحسن بن خلف بن عبد الله بن بلّيمة- بفتح الباء، وتشديد اللام المكسورة- القيرواني»، ونزيل الإسكندرية، ومؤلف كتاب «تلخيص العبارات بلطيف الإشارات».
ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، وعني بالقراءات فرحل في طلبها إلى بعض المدن الإسلامية، ومن ذلك أنه رحل إلى «مكة المكرمة» وقرأ على بعض شيوخها، وفي مقدمتهم: «أبو معشر الطبري».
وبعد أن حصّل العلم وقراءات القرآن تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب.
ومن الذين قرءوا عليه: «أبو العباس أحمد بن الحطيئة».
توفي «الحسن بن خلف» بالإسكندرية ثالث رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إبراهيم بن عبد الملك بن محمد أبو إسحاق القزويني»، ينعت بالضياء، وهو من خيرة القراء المتصدرين، ومن المشهورين بالثقة، وصحة الإسناد، وكان شيخ قزوين.
أخذ القراءات على عدد من خيرة العلماء، فقد قرأ بالروايات على «أبي معشر الطبري».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، والقراءات، واشتهر بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يقرءون عليه.
ومن تلاميذه: «أحمد بن إسماعيل القزويني» توفي «إبراهيم بن عبد الملك» بقزوين في حدود الأربعين وخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن منصور بن أحمد بن الخطاب بن سعيد، أبو غالب البغدادي»، وهو شيخ ضابط، ثقة، صالح، متقن، مجوّد.
أخذ القرآن، والقراءات عن عدد من مشاهير القرّاء، فقد أخذ القراءات تلاوة عن «أبي معشر الطبري»، وأحمد بن عليّ بن عبد الله».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، والقراءات، وذاع صيته بين الناس، وعرف بالثقة وحسن الأداء، وصحة الإسناد. وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، فقد قرأ عليه بالروايات: «الحسن بن أحمد الهمذاني».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «عبد الله بن منصور».
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن عمر بن العرجاء، وهي أمّه، أبو محمد القيرواني». وهو مقرئ حاذق، ثقة، رحّال، فقد رحل إلى «مكة المكرمة» وأقام مجاورا زمانا يؤم الناس.
أخذ «عبد الله بن عمر» القراءة، وحروف القراءات عن عدد من مشاهير القراء، وفي مقدمتهم: «أحمد بن نفيس، وأبو معشر الطبري، وعبد الباقي ابن الحسن».
وبعد أن اكتملت مواهبه، وأصبح أهلا للتعليم، تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بين الناس بالضبط، وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه.
ومن الذين قرءوا عليه: «ولده الشيخ أبو علي الحسن، وعبد الله بن خلف البيّاسي» وغيرهما كثير.
توفي «عبد الله بن العرجاء» في حدود الخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «محمد إبراهيم بن نعم الخلف، أبو عبيد الله الأندلسي». وهو من القراء المشهود لهم بالثقة، والتقوى، والصلاح، أخذ القرآن، وحروف القراءات عن عدد من خيرة العلماء، ورحل في سبيل العلم، والأخذ عن الشيوخ، ويحدثنا التاريخ أنه رحل إلى «مكة المكرمة» وقرأ بالروايات على «أبي معشر الطبري».
توفي «محمد بن إبراهيم» سنة سبع وخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأزجاهي: بفتح الهمزة، وسكون الزاي، نسبة إلى «أزجاه» وهي إحدى قرى «خابران» من «خراسان» وقد نسب إليها عدد من العلماء (1).
الأبيوردي: بفتح الهمزة، وكسر الباء، وفتح الواو، وسكون الراء وهي نسبة إلى «أبيورد» وهي بلدة من بلاد «خراسان» (2).
وهو من خيرة القراء، المشهود لهم بالثقة، وصحة السند.
أخذ القراءة، وحروف القراءات عن عدد من العلماء، فقد أخذ القراءات عن «أبي معشر الطبري» بمكة المكرمة.
وبعد أن اكتملت مواهبه، وأصبح أهلا للتدريس تصدر لتعليم القرآن وحروف القرآن، ومن الذين قرءوا عليه: «الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني» ببغداد.
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «محمد بن إبراهيم» رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن أبي الوفاء، أبو محمد القيسيّ، الصقليّ» وهو من القراء المتصدرين المشهود لهم بالثقة، والأمانة.
أخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد من القراء، فقد أخذ القراءات عن «أبي معشر الطبري».
وبعد أن اصبح أهلا لتعليم القرآن وحروفه، جلس لذلك، واشتهر بالثقة وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «الشريف الخطيب أبو الفتوح».
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «سليمان بن عبد الله بن سليمان الأنصاري». وهو من القراء الثقات، المعروفين بصحة الإسناد، أخذ القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «أبو معشر الطبري».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، ومن الذين قرءوا عليه حسبما ذكره «ابن عيسى»: «عبد الله بن محمد بن خلف الداني».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «سليمان بن عبد الله».
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إبراهيم بن المسبح الفضي، ومنصور بن الحسين».
وكما تصدّر «أبو معشر الطبري» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، تصدّر أيضا لتعليم سنة الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم وأخذ عنه الكثيرون، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي: «وحدث عنه «أبو بكر محمد بن عبد الباقي، وإبراهيم ابن أحمد الصيمري» وغيرهما (1).
وبعد حياة حافلة بطلب العلم، وتعليم كتاب الله تعالى، وسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام، توفي «أبو معشر الطبري» بمكة المكرمة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید