المنشورات

يحيى بن أكثم [159 - 242 هـ / 775 - 857 م]

يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي الأسيدي المروزي، أبو محمد:
قاض، رفيع القدر، عالي الشهرة، واسع العلم والفقه، كثير الأدب، حسن المحاضرة، يتصل نسبه بأكثم بن صيفي (ت: 9 هـ) حكيم العرب المعروف. ولد بمرو، وسمع من ابن المبارك وطبقته، واتصل بالمأمون العباسي أيام مقامه بمرو، فولاه قضاء البصرة (سنة 202 هـ) ثم عزل عنه بالقاضي إسماعيل بن حماد (سنة 210 هـ). وأقام يحيى في بغداد، بعد عزله، فعرف المأمون ما فيه من علم وذكاء وحزم "فأدناه إليه وقربه منه وخصه برعايته وعطفه حتى غلب عليه دون الناس جميعا، ثم ولاه (سنة 213 هـ) قضاء القضاة ببغداد، وأضاف إليه تدبير مملكته، فأصبح صاحب الكلمة العليا والأمر النافذ في الدولة، وكان الوزراء لا يقدمون ولا يؤخرون في شيء إلا بعد عرضه عليه. ولم يزل في هذه الرعاية من المأمون والحظوة لديه حتى كانت سنة 216 هـ، فوجهه إلى بعض جهات الروم، فعاد ظافرا. وفي نفس السنة دخل المأمون مصر، وكان يحيى في حاشيته، فغضب عليه وأعاده إلى بغداد، وكتب إلى ولي عهده المعتصم يحذره منه ومن أمثاله. ومات المأمون بعد سنتين، وصلي المعتصم، فعزل يحيى عن القضاء، فلزم بيته إلى أن ولي المتوكل على الله، فأعاده إلى ولاية القضاء، وخلع عليه، ثم غضب عليه وعزله سنة 240 هـ وأخذ أمواله، وألزم منزله. وعزم على الحج والمجاورة بمكة، فرحل إليها ومعه أخته، فبلغه أن المتوكل صفا عليه، فانقلب راجعا، فلما كان بالربذة (من قرى المدينة) مرض وتوفي فيها، ودفن هناك. وكان يتهم بأمور شاعت عنه وتناقلها الناس في أيامه، فذكر شيء منها للإمام أحمد بن حنبل، فقال: سبحان الله، سبحان الله، ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك إنكارا شديدا. وقال الخطيب البغدادي: "وكان يحيى سليما من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة، وسئل ابن حنبل عنه فقال: ما عرفناه ببدعة". وفي تاريخ بغداد أن كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها. من كتبه "إيجاب التمسك بأحكام القرآن" (1).





مصادر و المراجع :

١- معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر»

المؤلف: عادل نويهض

قدم له: مُفتي الجمهورية اللبنانية الشَّيْخ حسن خالد

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید